بيروت - منير الحافي:
عاشت عاصمة جنوب لبنان صيدا هدوء «ما بعد العاصفة» إثر دخول الجيش اللبناني إلى جامع بلال بن رباح الذي كان يتحصن به الشيخ أحمد الأسير وأنصاره. وقد سقط للجيش حوالي 17 قتيلاً ومئة جريح إضافة إلى سقوط مدنيين قتلى وجرحى. وقام الجيش أمس بتفجير عبوة ناسفة كانت موجودة في محيط المسجد بعدما أبعد المدنيين عن المنطقة، وسير دوريات في كافة أنحاء وشوارع صيدا. إلا أن السؤال المطروح هو أين «اختفى» الأسير في ظل معلومات صحافية غير مؤكدة أنه غادر نحو طرابلس شمال لبنان، أو دخل إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا. أو حتى قيل إنه أصبح مع الجيش السوري الحر.
واللافت كان البيان الصادر عن مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان عقب اجتماع موسع عقده علماء صيدا الذي حذر من «تجاوزات كثيرة واستفزازات كثيرة تحصل في صيدا لن نقبل بها وعلى القيادات أن تأخذ المبادرات وتفرض النظام على الجميع لأننا نعيش في مرحلة صعبة» وذلك في إشارة إلى قيام مسلحين تابعين لحزب الله وأمل الشيعيتين بالتجول في بعض أحياء المدينة رافعين اسلحة وشعارات مذهبية توحي بسيطرتهم على المدينة، كما قال سكان في صيدا لجريدة «الجزيرة».
وإذ رفض الشيخ سوسان الاعتداء على الجيش وعلى السلم الأهلي والعيش المشترك، أكد في المقابل عدم قبول ما يحدث من تجاوزات في مدينة صيدا، محذّراً من أنها «قد تؤدي إلى فتنة جديدة».
أضاف المفتي «نحن مع مشروع الدولة العادلة التي تفرض القوانين على الجميع وعلى كل الأطراف فلا نرى هنا بعين وهناك بعين أخرى إذ لا بد لهذه الدولة أن ترى بالعينين وتفرض سلطتها على كل الناس».
دعوة المفتي هذه رافقتها دعوات من شخصيات وأحزاب لبنانية للجيش اللبناني، إلى إزالة المربعات الأمنية الأخرى خصوصاً في الضاحية الجنوبية لبيروت سواء أكانت لحزب الله أو ما يسمى «سرايا المقاومة» التي تأتمر به.
على صعيد أمني آخر، أصيب عدد من السوريين واللبنانيين كانوا في حافلة في منطقة سن الفيل - شرق بيروت طعناً بالسكاكين. وفي التفاصيل أن حافلة صغيرة كان بداخلها 25 شخصا سورياً ولبنانياً كانوا متوجهين إلى أستوديو خاص لتسجيل أغاني تراثية سورية في منطقة جسر الواطي- سن الفيل، فتعرض من بداخلها لطعنات سكاكين من قبل 8 مجهولين يستقلون 3 سيارات لاذوا بالفرار نحو الضاحية الجنوبية لبيروت.