* ليست مجرد علامة ترقيم! إنها علامة سلطةٍ يمارسها القوسان على ما بينهما، فتضيق الفضاءاتُ عن الكلمات التي فكّرت بالتحليق عالياً! كلما مدّ الحرف جناحاً اصطدم بالقوس الهلالي، قد يوسّع له في المحل «حبًا وكرامة»، لكنَّه يعلم أنه الحدّ وأنه كالطول المرخى وثنياه باليد!
* مشبعٌ هذا القوسُ ومكتفٍ بنفسه، له مرونةُ الدائرة ومنطلقُ السهامِ وربما مستقرها، ليس عليه أن يكون مستقيماً ليعلو شأنه، فانحناءاته تمنحه تبجيلَ الحرفِ مرغماً لا بطل! كثيراً ما كان قوساً للنصرِ، وجداراً قد يتكئ عليه حرفٌ متعبٌ، أو ملاذاً يحتمي به من غضب الجـُمل سابقها ولاحقها ليكونَ في مأمنٍ بينهما كما لو كان في كبسولة!
* مثلما ينال الزهو كل ما بين القوسين تكريماً، فقد لا يكون نصيبه أكثر من التجاهل أو الشك، حين ننوّه في حديثٍ ما أن شيئاً مرّ بين هلالين كان الأولى أن يـُسقطَ، لكنه يظل متأرجحاً على طرفِ الهلال، يكون أو لا يكون، عنيداً يصارع من أجل بقائه!
* هلالان.. فيهما مبتدأُ زمانٍ ومنتهاه أيضاً، يستريح كلٌ منهما باطمئنان واثقٍ، ليس عليهما أن يكابدا مشقّات الانتظار التي نخوضها، قانعين أو ساخطين ليس ذلك من شأنهما، يكفل لهما انتظام المواعيد ورتابتها متعةَ الاستلقاءِ والمتابعة بلا مبالاةٍ بما سيكون!
* يطيب لصديقتي جمعهما هكذا بلا حرفٍ بينهما وتراها علامة حبٍ تمطرني بها في الرسائل النصية، ولا يفقد القوس - المتجه يميناً أو يساراً على حدٍ سواء - بهاءه حين تسبقه نقطتان، فيصيرُ له وجهٌ يشاركك ابتسامةً أو شيئاً من حزن، ودودٌ هذا القوس!
* الانحناء لا يعني التعرّج، فالقوس مستقيمٌ بطريقته أيضاً، لذلك لا تستطيع الأفعى أن تكونَ هلالاً ما دامت في أصلها متعرّجة، يمكنها أن تنفث سمّها على طرف كأسٍ فيكون الهلالُ مسعفاً آسياً يجسّ عليلا!
* يترادف الهلالُ والقوسُ ولا يتنازعان، وإن ظـُن بالثاني أنه قيدٌ وحاجزٌ فالأول قد نال حظوة انتظاره بشغفٍ ما دام يأتي حاملاً العيد!
* كل ما ورد أعلاه هو بين هلالين، ولمن يمرّ من هنا فسحة التنجيم!