أبلى يوم الخميس بلاءً حسناً بالاسترخاء والنوم والتبطح منذ عام 1975م! والحق أنني سعدت مع الناس بتغيير يوم الإجازة ونقلها من الخميس إلى السبت، وكنت قد طالبت مع غيري بتغيير يوم الإجازة لنتماهى مع بقية دول العالم.
والجميل هو مقابلة القرار الملكي بالفرح والإثارة، وما تلاه من تعليقات وطنية طريفة في وداع يوم الإجازة التليد! وما تبعها من إطلاق برامج إذاعية وتلفزيونية لمناقشة إيجابيات القرار الحكيم. وأرجو أن يلحقه قرار آخر بتغيير وقت الدوام وتقديم زمن بدايته ونهايته لموظفي القطاعين الحكومي والأهلي، بحيث يبدأ الساعة السابعة صباحاً وينتهي الثانية ظهراً ليتلاءم مع أجوائنا الحارة وشمسنا الحارقة صيفاً. وكذلك ترتيب أوقات الصلاة التي فيها سعة ومجال للتأخير مثل صلاتي الظهر والعشاء، ليتم بعدها ضبط إيقاع الحياة اليومي، إذ تغلق المحلات وتتوقف الأنشطة التجارية بعد آذان العشاء؛ لتعود الطيور البشرية لأعشاشها، ويلتم شمل العائلة ويأوي أفرادها للنوم باكرا، ولعله يكون في ذلك رجعة صادقة لإحياء صلاة الفجر بصورة أكثر نشاطا ودافعية.
إن إطلاق القرارات الحكومية التي تصب في المصالح الاجتماعية والاقتصادية ضرورة تمليها الظروف العالمية كوننا جزءا منه. ولعل من عاصر تغيير التوقيت الغروبي وتحويله للزوالي يدرك صعوبة فكرة التغيير مع إمكانية قبوله والتعايش معه في ذات الوقت. ومن ذلك تغيير موعد الميزانية الحكومية، حيث كانت تقر في بداية شهر رجب من كل عام ثم بدأت تعلن بالهجري ولكن بما يتواءم مع بداية السنة الميلادية بكل سهولة وسلاسة، فذلك أمر سيادي تقره الحكومة، وللشعب النتائج. ولاشك أن الدخل القومي العائد من عقود النفط والصادرات والواردات مرتبط بالتاريخ الميلادي. فضلا أن التاريخ الهجري لم يقر في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بل بدأ به أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو غير ملزم مثل اللقب الذي تسمى به، فليس هناك مصطلح (أمير المؤمنين) بينما هناك ملك، رئيس الجمهورية، أمير الدولة، وهكذا..
والواقع أن التاريخ الميلادي أكثر دقة وأثبت زمناً من جانب الفصول، فشهور الصيف معروفة (يونيو، يوليو، أغسطس) ودخول الخريف محدد بشهر سبتمبر، والربيع مقيد بدخول شهر مارس، أما ليالي الشتاء فتبدأ بشهر ديسمبر وتنتهي بنهاية فبراير.
ولأن هذا اليوم (الخميس 18شعبان الموافق 27 يونيو عام 2013م برج السرطان) آخر إجازة حكومية على مستوى الوطن؛ فإن المرء يجد نفسه في حالة تنظير وطرح مقترحات قد تصدر يوما كقرار سيادي!
وكل خميس ووطننا ومواطنوه بعز وشموخ.
rogaia143@hotmail.comTwitter @rogaia_hwoiriny