قبول التغيير والتجديد بشكل إيجابي وفوري من (الحكومة، والقطاع الخاص، والشعب) بعيداً عن الجدل، فلسفة خاصة ونظرة مستقبلية تطويرية ثاقبة، تعلمها السعوديون جيداً في عصر عبد الله بن عبد العزيز.
فالترحيب الواسع والتفاعل المباشر من قِبل المؤسسات والشركات والأفراد، يدل دلالة واسعة على أن المجتمع السعودي قابل للتطوير والتصحيح في كل المجالات، لأن الجمود ورفض التغيير من صفات (الجاهلية والجاهليين)،الذين يبررون أنهم وجدوا آباءهم يسيرون على ذات المنهج، ونفس الطريقة، فهم أعداء التطوير والتجديد، بينما المسلم الحق، يقفز للأمام نحو المستقبل وتحدياته، متمسكاً بثوابته ومعتقداته، مؤمن بأن الله خلفنا في هذه الأرض لعبادته وعمارتها!
قرار تغيير إجازة (نهاية الأسبوع) للسعوديين ليتوافق مع إجازة معظم الشعوب، قرار صائب وجاء في الوقت المناسب، والكل يعلم بفوائده الاقتصادية، والمالية، إلا أن هناك فوائد نفسية واجتماعية قد لا يلتفت إليها البعض؟!
فالفائدة الكبرى هي أن هذا القرار أعاد المجتمع السعودي لمرحلة الشباب، والشعور بالحيوية والنشاط، و(كسر الروتين) الأسبوعي القائم منذ عشرات السنين، والذي جعل حياة الكثيرين منا مبرمجة بشكل رتيب ومُمل، وبرأيي أن مجرد التغيير الذي سيطرأ على أهمية وترتيب أيام الأسبوع سينعكس إيجاباً على طريقة تفكير المجتمع برمته؟!
نفسياً هناك ما يشبه (إعادة البرمجة) للسعوديين جميعاً، حتى يتوافقوا مع مستجدات تطور مفهوم العمل والإجازة، هناك تنشيط ذهني لكيفية المواءمة بين أهمية أيام الأسبوع، الفهم بأنه لا أهمية مطلقة للأشياء، أو حرمة غير منزلة للأمور الحياتية الدنيوية التي ليس في تغييرها (محظور شرعي)!
الجميع سيشعرون بالنشاط والتغيير والتجديد، بدءاً بالوزارات والمصالح الحكومية التي انهمكت في إعادة ترتيب وجدولة مشاريعها وبرامجها ومواعيدها، وصولاً لرواد ومرتادي الاستراحات، الذين يجب عليهم أن يغيِّروا مواعيد استئجارها من الأربعاء إلى الخميس أو السبت وهكذا!
يجب أن نستثمر هذا التغيير لتجديد الصبغة العامة لأعمالنا، وتلافي السلبيات، إنها فرصة سانحة لإعادة جدولة مواعيد استقبال الجمهور والمراجعين وتصحيح أوضاع خدمتهم وتطويرها!
الدرس الأهم والمستفاد هو أن مجتمعنا قابل للتطوير، محب لقائده ملب لتوجيهاته وأوامره، مما يجعلنا نتطلع دوماً لكل ما فيه خير ومصلحة الأمة السعودية العظيمة!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com