إذا كنت على استعداد لدفع مائتي ألف دولار لتذكرة السفر فقط ؛ فإنها ببساطة هي سعر التذكرة للرحلة المتوجهة للفضاء الخارجي للشخص الواحد !! حيث أعلنت شركة (فيرجين جالاكتيك) التي يمتلكها الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون بأن أولى رحلاتها السياحية التجارية إلى الفضاء ستكون في عام 2013م.

والشركة تأسف على التأخير فقد كانت تأمل بانطلاق رحلاتها قبل ذلك الوقت ! حيث كان متوقعا في موعد لا يتجاوز عام 2007م.

وبرغم أسفها إلا أنها مازالت مترددة في تاريخ الإقلاع إذ ينبغي أن تضع في بالك أن هذا التاريخ غير مؤكد أيضا بسبب عدم نجاح جميع التجارب الطويلة التي يتعين إجراؤها واتخاذ أقصى التدابير لضمان سلامة الركاب التي تمثل الأولوية القصوى للشركة، حيث ستكون التجارب باستخدام الصواريخ الدافعة! وحتى لا تمد لسانك ساخرا؛ أرجو أن تعرف بأن خمسمائة شخص قد حجزوا تذاكرهم بالفعل للقيام برحلات فضائية. وقد تفاجأ السير برانسون بهذا العدد، لأنه كان يتوقع أن تنطلق أول رحلة فضاء تجارية تحمل سائحين فقط على متن المركبة (سبيس شيب 2) مما يشير بأن بعض البشر على استعداد لدفع مبالغ طائلة للسفر إلى الفضاء! ربما بدعوى المهايط على الطريقة الأمريكية!!

وحتى لا تمتد ببعضكم السخرية طويلا؛ فإن الشركة قطعت بالفعل شوطا كبيرا في استعداداتها لبرنامج السفر السياحي في الفضاء، ولديها أحدث المعدات والمعرفة التكنولوجية، وانتهت مؤخرا من بناء المركبة الفضائية التي سيركبها سياح المشروع المخيف! وتعاقدت بالفعل مع رائد فضاء ثانٍ هو (كيث كلومر) لينضم إلى قائد المشروع الرائد الفضائي المخضرم (ديفيد مكاي).

وحتى لا يفوت عليكم وقت الحجز أو يمضي، فإن الرحلة ستنطلق بالتحديد في يوم 18 أكتوبر، وحدد السير برانسون موقع محطة إطلاق الرحلة الأولى في صحراء ولاية نيومكسيكو بالولايات المتحدة، وأرجو ألا يكون قد عمل سابقا في الخطوط الجوية السعودية وتعلّم كيفية استغفال المسافرين بطريقة بارعة سواء بتأخير الرحلة أو إلغائها، أو بتضييع حجز المقاعد على بعض المسافرين! ولكن ما يجعلنا مطمئنين لمصداقيته هو تأكيد السيد برانسون بأنه سيكون من بين ركاب الرحلة التجارية الأولى ومعه زوجته وأبناؤه! وستستغرق الرحلة الفضائية السياحية ساعتين ونصف، وستحلق المركبة الفضائية (سبيس شيب 2) بركابها خارج نطاق الجاذبية الأرضية كي يستمتعوا بحالة انعدام الوزن (يا ربيه)!!