الجيل الحالي من سكان الرياض عايش (ثلاثة أمراء) لمنطقة الرياض، بدءاً من أبي الرياض وعاشقها سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي ترك الرياض -حفظه الله بعد نصف قرن- وبقيت أعماله وآثاره ينطق بها كل مشروع، ويتحدث عنها كل طريق، ويفخر بها مواطن، ثم أعقبه سمو الأمير الراحل سطام بن عبدالعزيز -عليه رحمة الله- الذي كان سنداً لأخيه سلمان، ثم عندما تولى إماراتها أعطى وأضاف -خلال فترة إمارته القصيرة- الكثير -رحمه الله-، وحسبه وحسبنا تصديه لأحد مشروعات الرياض الكبرى (النقل العام) الذي غادرنا بعد أن اطمئن على أنه سيكون واحداً من أهم مشروعات العاصمة، وكان معه عضده سمو الأمير محمد بن سعد الذي كانت له بصمته بالإنجاز وخدمة سكان منطقة الرياض مما سيذكر له ويشكر.

***

وأخيراً تولى دفة إمارة منطقة الرياض سمو الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز الذي اختاره خادم الحرمين الشريفين لتولي إماراتها وكان نعم الاختيار؛ وقد رأينا هذا الحراك الكبير الذي تعيشه الرياض ومحافظاتها منذ تولي إمارتها، سواء ما يتعلق بمتابعة المشروعات، أو زياراته ووقوفه على الأعمال والخدمات التي تقدم للمواطنين بالعاصمة ومحافظاتها، مكملاً مسيرة من سبقوه ومضيفاً إليها يسانده ويعاضده سمو نائبه الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز، وهو على موعد بحول الله مع المزيد من الإنجاز، فالأمير خالد يحمل همّ العمل وكريم الخلق، وكم شدني عندما التقيت بسموه ووجدت أنه -أولاً- يحمل شيمة الوفاء لمن سبقوه عندما أطرى وأثنى عليهم وعلى منجزاتهم مستشعراً عظم المسؤولية بعد هؤلاء، حفظ الله من بقي ورحم من رحل، ومن يحمل (شيمة الوفاء) فهو أهل للإنجاز، فالوفاء لا يتجزأ سواء للوطن أو الإنسان وثمرته العطاء.

***

وأمر آخر لمسته لدى سمو الأمير خالد يتمثل برؤية إدارية واقعية هي -كما قال: أن ينجز المسؤول بقدر ما يتوفر له من إمكانات، ولا يجعل نقصها سواء كانت مالية أو بشرية شماعة للتقاعس، وقد طلب من مسؤولي الدوائر بالرياض، ومن المحافظين أن يعملوا بقدر المتاح لديهم- وهو كثير، أداءً للأمانة أمام الله واستجابةً لتوجيهات القيادة، وتحقيقاً لما يتطلع إليه المواطنون.

***

وبعد:

الرياض -بحمد الله- محظوظة بمن يتولى قيادتها، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله مسدّد بإعطاء المسؤولية في هذا الوطن لمن يستحقها: أمانةً وإخلاصاً وحسن تعامل، وكان من آخر اختياراته السديدة: الأمير خالد بن بندر أميراً للرياض وسمو الأمير تركي بن عبدالله نائباً له.. حفظ الله هذا الوطن: واحة أمن ودوحة نماء.