كانت وزارة التعليم العالي أعلنت يوم الاثنين الماضي جاهزية الجامعات الحكومية والأهلية لاستقبال أكثر من (367) ألف طالب وطالبة من خريجي المرحلة الثانوية. والمتابع للأرقام يلاحظ أن جامعة الملك سعود التي تعد من أكبر الجامعات السعودية من حيث الكليات والمنشآت والاستثمارات المالية (الأوقاف) والميزانية حيث تبلغ (9.4) مليارات ريال يقابله عدد المقبولين هذا العام (11) ألف طالب وطالبة، هذا يثير الاستغراب لجامعة عمرها (60) سنة وقد أكملت معظم مرافقها وبنيتها التحتية, نجدها تستقبل فقط (11) ألفاً وتترك أمر القبول لجامعة الإمام, وللجامعات الناشئة، وهنا لا بد لوزارة التعليم العالي من الربط ما بين ميزانيات الجامعات وبين عدد الطلبة المقبولين ليكون ذلك عدلا, لأن مسؤولية الجامعات في هذه المرحلة من عمرنا الحضاري هو نشر التعليم الجامعي (التدريس) ثم تأتي في المراتب الأخرى البحث العلمي وخدمة المجتمع.
يمكننا ملاحظة الفارق بالأرقام بين قبول الطلاب وميزانية الجامعات على النحو التالي:
- جامعة الملك سعود (9.4) مليارات ريال، القبول (11.5) ألفاً
- جامعة الإمام (3.8) مليارات ريال، القبول (34.062) ألفاً
- جامعة الأميرة نورة (2.195) مليار ريال، القبول (11) ألفاً
- جامعة الملك فهد (1.3) مليار ريال، القبول (3.6) آلاف
- جامعة الملك سعود الصحية تتبع ميزانية وزارة الحرس الوطني، القبول (1,3) ألف
- جامعة الملك عبدالعزيز (5.7) مليارات ريال، القبول (42.9) ألفاً
- جامعة الملك خالد (3.6) مليارات ريال، القبول (22.9) ألفاً
- جامعة جازان (1.7) مليار ريال، القبول (18.5) ألفاً
هذه نماذج من ميزانيات الجامعات وعدد الطلاب المقبولين لهذا العام ويمكن ملاحظة الجامعات التي وصفت بالجامعات الكبيرة من حيث المباني والكليات والتجهيزات والميزانية مثل جامعة الملك فهد تقبل (3.650) طالب وهذا يعادل طلاب ثانوية واحدة،كما أن جامعة الملك سعود قبلت هذا العام (11) ألف طالب وطالبة في حين أن ميزانيتها (9.4) مليارات ريال, وتقول الجامعة إنها تصرف على مشروعاتها وفي الحقيقة هي مشروعات الأوقاف والكراسي البحثية, استثمارات خارج ميزانية الدولة يمولها رجال الأعمال، أما جامعة نورة التي تمثل مدينة مستقلة من حيث المساحة والمباني ميزانيتها (2.195) مليار ريال وعدد المقبولين (11.040) طالبة وهذا لا يتناسب والمليارات التي صرفت عليها.
إذن أين ذهبت تلك المليارات؟ كما أن هذه الجامعات قد أكملت البنية التحتية المعمارية والأكاديمية والهيئة التدريسية ورغم ذلك لا تقبل جامعتا الأميرة نورة والملك سعود كلا على حدة إلا تعداد (4) ثانويات من ثانويات مدينة الرياض.
وحتى تكتمل صورة المقارنة في قبول الجامعات هناك مثال يجسد الحالة: جامعة الإمام ميزانيتها (3.8) مليارات ريال قبلت (34.062) وهي أقل من حيث المساحة والتأهيل العمراني من جامعة الملك سعود وجامعة نورة, ويساوي قبول جامعة الإمام لوحدها قبول جامعات مجتمعة: الملك سعود، والأميرة نورة, والملك فهد, والملك سعود الصحية, والباحة.
والسؤال هل تبقى الجامعات تفرض آلياتها وخططها على المجتمع وتتخلى عن مسؤوليتها في التعليم, لتترك مسؤولية التعليم الجامعي لجامعات المناطق والمحافظات؟