آدم ريتشاردسون:

تفيد الحكمة التقليدية بأن أفضل طريقة لتعزيز الإبداع في فرق العمل تقضي بإزاحة العقبات عن أعضائه. وكلّما قلّت مصادر الهمّ لديهم، وفقاً للنظرية، زاد انفتاحهم على صعيد الأفكار الناتجة عنهم.

ولكن لسوء الحظ، قد تكون هذه المقاربة معرقلة للإنتاجية.

والواقع أن عقبات كثيرة ستخنق أفكارك. ولكن أيضاً، ستتمكّن قلة من الناس من إرسالك للسعي عشوائياً خلف رؤية محددة. ومن المؤكّد أنّ المفتاح لتحفيز الإبداع لا يتمثل بإزالة كل القيود. وقد يقوم الحل الأفضل على الاكتفاء بفرض القيود التي توجّهك نحو وضوح الغاية (على أن تتخطى تلك التي لا جدل فيها فعلاً).

وفي حال كان أحد القيود يعزز فهمك للمشكلة، ويسبب قيامك بما تقوم به، لا تتخلّص منه. وفي حال تسبب أحد القيود بإرباكك أو قلّص آفاقك من دون سبب منطقي، دعك عنه.

وفي نهاية المطاف، يتمثل هدفك بالوضوح الفظ. وفي حين أنه لا قواعد واضحة تسمح بتحقيق ذلك، في ما يلي بعض الأمثلة حول كيفية تعزيز الوضوح والإبداع.

- ركّز على العناصر الحيوية: ما هو الأمر الذي تريد أن يعرفه عملاؤك أو أن يفعلوه في أي مرحلة من مراحل تفاعلهم مع شركتك؟ لو أمكنك الاكتفاء بالتواصل مع عملائك من خلال شاشة هاتف ذكي أو بطاقة أعمال، ما الذي كنت ستقوله وما الشعور الذي كنت تتمنى أن يراودهم؟ ما إن تدرك هذه الأمور، حتّى تبدو كل الأمور الأخرى التي بدت يوماً بالغة الأهمية سطحية.

- بدّل عاداتك: نميل إلى ترسيخ عاداتنا على الصعيدين الفردي والمؤسسي. وتصقل هذه العادات قيوداً نفرضها على أنفسنا أو يفرضها علينا الآخرون. وقد يزعزعنا تغيير هذه القيود لنبتعد عن عاداتنا ونرى العالم بعينين جديدتين.

- ضع نفسك في موقع غير مريح: يُعتبر انتهاك العادات صعباً، مع الإشارة إلى أن الحث على التغيير قد يتطلب أحياناً تحفيزاً جديداً. وقد تعتقد أنك تسهّل حياة فريق عملك من خلال إزالة القيود، ولكنّ ممارسة بعض الضغوط قد يدفع إلى الابتكار. ويحتاج الإبداع إلى عامل مزعج، بما للعبارة من معنى، يكون في آن محفزاً يدفع بالأمور إلى التقدّم ولجوجاً يحثّها نحو الاكتمال.

ولا شك في أنّ التحليق خارج السرب مناسب وجيّد، ولكن في حال كان حجم السرب مناسباً، سيساعدك صقل ملامحه على تعزيز الإبداع وليس عرقلته.