|
مكة المُكرَّمة - سعود البركاتي / تصوير - سليمان وهيب:
أكَّد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكَّة المُكرَّمة أن قرار تخفيض نسبة الحُجَّاج والمعتمرين يُعدُّ قرارًا مهمًا وخيارًا فرضته مشروعات التطوير التي تشهدها مكَّة المُكرَّمة والمسجد الحرام على وجه الخصوص والهدف منه في المقام الأول تحقيق جودة في خدمة المعتمرين وحفظًا لكرامتهم، مطالبًا المسلمين بضرورة تفهم المرحلة الحالية من البناء والعمران في المشاعر المقدسة والحرم المكي الشريف، وقال أمير منطقة المُكرَّمة: «نحن بحاجة لتفهم هذا القرار في الوقت الذي تشهد فيه العاصمة المقدسة مشروعات التطوير، إضافة للتوسعة التي يشهدها المسجد الحرام».
وأضاف سموه «أن من أولويات هذا البلد تقديم الخدمة اللائقة لضيوف الرحمن وقرار التخفيض يركز في المقام الأول على احترام كرامة الحاج وتقديم الخدمة اللائقة وأن يصل الحاج إلى المملكة ويغادرها معززًا ومكرمًا وهذا ما تسعى إليه القيادة وتحرص عليه».
جاء ذلك أثناء جولة ميدانية تفقد فيها أمير منطقة مكَّة المُكرَّمة مقر تصحيح أوضاع الجالية البرماوية، حيث أعلن سموه أن عدد أبناء الجالية المستفيدين من لجنة التصحيح خلال 14 أسبوعًا بلغ نحو 115 ألف مستفيد.
وأكَّد الأمير خالد الفيصل أن المشروع يلقى متابعة مستمرة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي والعهد. وقال أمير منطقة مكَّة: إن قرار التصحيح جاء بمباركة من ملك يتحدَّى ويفعل وينجز، لافتًا في الوقت نفسه إلى مرونة التجربة وريادتها.
وأضاف الأمير خالد الفيصل «يُعدُّ تصحيح أوضاع الجالية البرماوية جزءًا مهمًا من إستراتيجيَّة المنطقة المتمثلة في بناء الإنسان وتنمية المكان «مؤكدًا سموه أن معالجة الأحياء العشوائية يركز في المقام الأول على معالجة أوضاع السكان قبل البدء في شق الطرقات وإعادة بناء الأحياء المستهدفة.
وفي رده على مداخلة سيدة من الجالية البرماوية أثنت فيها على هذه الخطوة التي وصفتها بالنَّموذَجية وأنها استطاعت احتواء أبناء الجالية، قال الأمير خالد الفيصل: «هذه المشاعر تُؤكِّد أننا ماضون في الطَّريق الصحيح وفق مخافة الله، ثمَّ توجيهات القيادة».
وفي شأن آخر أكَّد الأمير خالد الفيصل أن إمارة المنطقة لن تقبل بأيِّ أحياء عشوائية في المنطقة وأن الهدف في الوقت الراهن تصحيح أوضاع الأحياء العشوائية وساكنيها.
بدوره أكَّد وكيل إمارة منطقة مكَّة المُكرَّمة رئيس لجنة دراسة وتصحيح أوضاع أبناء الجالية البرماوية الدكتور الخضيري أن الإستراتيجيَّة التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير المنطقة مبنية أسسها على بناء الإنسان وتنمية المكان، مؤكِّدًا أن بناء الإنسان يأتي في مقدمة أولويات واهتمامات أمير المنطقة التي يجب أن تكون مواكبة لتنمية المكان.
من جانبه بيّن وكيل إمارة منطقة مكَّة الدكتور عبد العزيز الخضيري أن أبناء الجالية البرماوية الذين تقدَّموا للجنة من أجل تصحيح أوضاعهم قدَّموا من 8 مدن مختلفة على مستوى المملكة، مشددًا على أن المتقدمين من الجالية البرماوية ممَّن يحملون إقامات دون جوازات سفر يعدّون الفئة الأكبر من بين المتقدمين حيث قاربت أعدادهم نحو 42 ألفًا، بينما تسلَّمت اللَّجْنة أوراق أكثر من 51 ألف مستفيد ممَّن يحملون إثباتات مختلفة مثل أوراق اللَّجْنة وبطاقات التعريف وجوازات من دول جنوب شرق القارة الآسيوية.
وعن الخطوات والمراحل التي يمرُّ بها المستفيدون في موقع التصحيح قال وكيل إمارة منطقة مكَّة المُكرَّمة: «يمرُّ المتقدم بِعدَّة مراحل حيث يتم منح المستفيد موعدًا لمراجعة لجنة التصحيح ويَتمُّ إبلاغه عبر واحدة من ثلاث قنوات هي موقع الجالية البرماوية، أو الاتِّصال به عن طريق مكتب شيخ الجالية وأخير إبلاغه عن طريق مجلس الأحياء، ومِنْ ثمَّ يحضر المستفيد للموقع ويَتمُّ التأكَّد من موعده ويَتمُّ توجيهه إلى الشؤون الصحيَّة لأخذ 3 لقاحات ضد الدفتريا والحمى الشوكية، ثمَّ يسجل اسمه في كرت التطعيم».
وذكر الدكتور الخضيري أنَّه تمَّت مراعاة ظروف كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصَّة حيث يقدم لهم كراسي متحركة ويكون لهم الأولوية في إنهاء الإجراءات، كما تقدم للمراجعين الضيافة بالإضافة للخدمات الطّبية والأدوية والكشف الأولى الذي يشمل قياس الضغط والسكر، مضيفًا أنَّه أثناء الاستراحة يستمع المستفيدون إلى توجيهات يقوم عليها مجلس الجالية».
وفيما يخص آلية التحقق أوضح الوكيل الخضيري أنَّه بعد المناداة يدخل المستفيد إلى كبينة التحقق التي جهزت بزجاج خاص يمنع تعرف المستفيد على المعرفين، كذلك لا يعرف كل معرف الآخر بسبب تكرار التبديل والتغيير».
وأضاف وكيل إمارة منطقة مكَّة المُكرَّمة «عندما يَرَى المستفيد ومض الهاتف يرفع السَّماعة ويتحدث إليه الموثق ويتأكَّد من بياناته الأولية، ثمَّ يبدأ المعرفون الثلاثة بالتحقق».
وأكَّد الدكتور عبد العزيز الخضيري أنَّه تَمَّ تدريب المعرفين والموثوقين على لغة الإشارة والرموز - تتغيَّر بين فترة وأخرى - وتُعدُّ لغة التخاطب فيما بينهم ولا يفهما إلا المعرفون الموثوقون، مضيفًا «توجد رموز وإشارات للنتائج الإيجابيَّة والسلبية وأخرى لانتهاء التحقيق، ولضمان سرية العمل يتم تغيير المعرفين بِشَكلٍّ دوري».
وتابع الدكتور الخضيري «يتسلم المستفيد الأوراق فور انتهاء إجراءات التحقيق ويتجه إلى لجنة التدقيق والملاحظة لاستكمال معاملته وختم الاستمارة الخاصَّة به، ثمَّ يتوجه المستفيد إلى طاولة الإجراءات النهائية حيث يتم تصوير الاستمارة ويمنح كرتًا للمراجعة وتسلّم هويته».
وفي حال ثبت أن المتقدم غير برماوي أكَّد الدكتور الخضيري وجود كبير للمعرفين ويناط به كتابة محضر عن الواقعة وفي حال احتاج الأمر لإعادة التحقيق يعطى المتقدم موعدًا آخر بعد رمضان للمراجعة.
وبيَّن الدكتور عبد العزيز الخضيري أن لدى لجان التعريف القدرة على تعريف 2500 فرد في اليوم الواحد، مشيرًا إلى وجود 3 مكاتب إحالة إلى المحكمة لإثبات الحالات الزوجية مثل الزوجية والبنوة والطَّلاق بالإضافة للأرامل والمعلقات.