يقول تقرير فوستر 2012م أن حوالي 58 % من الشعب الأمريكي سيصبح متسوقا عبر شبكة الانترنت بحلول عام 2016 م، لكن ذلك لا يعنى بالضرورة أن المركز التجاري المعروف بـ(المول) سيتحول إلى مدينة أشباح. بل التسوق في (المولات) سيسابق طفرة التسوق عبر الانترنت من خلال إضافة التقنية الرقمية إلى خدمات البيع ومنها جهاز مسح الجسم ثلاثي الأبعاد (ثري. دي. بودي سكانر) على سبيل المثال اختيارات الماكياج للنساء، فكما هو معروف نسائيا أن التظليل بالماكياج مهمة فنيه رائعة وتتطلب انسجاماً بين درجة الظل ولون البشرة الطبيعي وتناسب مع شدة انعكاس الضوء عن البشرة الرطبة، فما يصلح لإحدى النساء قد لا يصلح لأخرى. وتقنية جهاز المسح ثلاثي الأبعاد تسهل على المرأة حسن اختيار درجة الظل وعدم التخبط وإضاعة المال في أنواع من الماكياج لا يصلح لبشرتها. مثال آخر من تطبيقات الجهاز؛ قياس الملابس قبل الشراء داخل المحل التجاري وهي عملية مضنيه لكثير من الناس، وستعمل التقنية على تسهيل مهمة صاحب الحاجة في البحث عن المقاس المناسب لجسمه والموديل المتلائم مع ذوقه وهندامه، وفي بلد مثل السعودية ستكون النساء المستفيد الأكثر من هذه التقنية.. تعتمد تقنية الجهاز على مرور المرأة عبر دهليز الماسح الذي ينتهي بشاشه وبجوارها لوحة مفاتيح من خلالها يتم إدخال اختيارات موديلات الملابس المتاحة في المتجر، وسيقوم الجهاز تلقائيا بتحليل مقاسات جسمها ومحاكاته على الشاشة متشحا بمختلف الموديلات والألوان التي يتم اختيارها بواسطة لوحة المفاتيح، ولها حرية التبديل والتعديل على الملابس المركبة على جسدها الافتراضي، وهكذا يتسنى للمرأة خيارات عديدة لتشكل أناقتها بنفسها أمام الشاشة قبل اتخاذ قرار الشراء.. من المعروف أن غرفة قياس الملابس النسائية وكذلك الرجالية من المحظورات في أماكن بيع الملابس وربما من المحرمات من باب سد الذرائع، وقد يستخدم ماسح الجسم ثلاثي الأبعاد من قبل بعض المحلات التجارية كبديل لغرف قياس الملابس..
الخلاصة:
يستطيع ماسح الجسم الثلاثي الأبعاد أخذ آلاف المقاسات في الثانية دون الحاجة إلى خلع المرأة لملابسها حيث تستطيع موجات القياس اختراق الملابس والارتداد عن أدنى نسبة رطوبة على البشرة، ومن ثم يعمل الجهاز على إنتاج نموذج صورة افتراضية ثلاثية الأبعاد طبقا لجسم المرأة خالية من التفاصيل الخلقية خلافا للصورة الفوتوغرافية، بهدف تمكين صاحبة الشأن بنفسها تركيب الموديلات وألوان الملابس الموجودة في قاعدة بيانات المتجر على جسدها الافتراضي الظاهر أمامها على الشاشة.. تعتبر هذه التقنية الرقمية نقلة نوعية في عالم خدمات البيع الحديث، وينتظر أن تدخل إلى السوق السعودي كغيرها من منتجات التقنية، عندها سيحدث كثير من الحوار الديني والجدل الاجتماعي على غرار دخول منتجات تقنية سابقة، ومن باب سد الذرائع قد يتطلب من هيئة المواصفات والمقاييس الاشتراط على المورد نزع الذاكرة من أجهزة المسح قبل استيرادها، ليتعذر حفظ النماذج الافتراضية لأجساد النساء في أرشيف الجهاز.
khalid.alheji@gmail.comTwitter@khalialheji