كثيرون أولئك الذين طبل لهم حسن نصر اللات وهرولوا له مسرعين لاهثين، انقادوا له انقياد الخراف إلى المذبح، وساروا من خلفه دون وعي لتبعات هذا السير الأعمى وحالهم كحال الفراشات التي بهرها ضوء النار فتساقطت فيها الواحدة تلو الأخرى، لقد استمرأ حسن نصر التطبيل منذ ورطته وحماقته ومغامرته التي لم يحسب لها حساب في جنوب لبنان عام 2006 م، وهذا غير مستغرب من دجال متهور مثله، هذه صنعته وهذا ديدنه، دجال يجيد إثارة العواطف ومداعبتها، واللعب عليها بمقولات مزورة، وبطولات مزعومة، طالما خدر بها العقول، فأعمى بصرها وبصيرتها عن رؤية الحق، فاختلط الحابل بالنابل، وتساوى العالم والجاهل، فصار الكل يسبح بحمد حسن نصر اللات ويمجده، ويرفع صوره ويردد مقولاته، ويبدي إعجابه ببطولاته، فبلغ الإعجاب بنصر اللات في وجدانات جل عامة الناس مبلغا لم يكن يتطلع إلى معشاره، وصار يصنف كل من ينتقده بأنه ضد المقاومة، بل هو عميل للصهاينة.
وفي معمعة التأييد الأعمى لحزب اللات وأمينه غير الأمين، وقف علماء شرفاء أشداء في وجه هذا الحزب الصفوي المجرم، وقفوا وقفة عارفة مستندة مؤيدة بمخزون معرفي عن عقائد الصفويين والمجوس وتاريخهم القذر ضد المسلمين، فكتب القوم مليئة بالشواهد المصنوعة المكذوبة التي تطعن في كتاب الله، وفي عرض رسول الله، وتلعن صحابته الأطهار، كما أن التأريخ الصفوي المجوسي حافل بالمكائد والدسائس ضد المسلمين، وبالتعاون مع أعدائهم من يهود ونصارى، وهناك الكثير من المرويات والقصص والخرافات التي صنعها المجوس الصفويون ما زالت حية يرددونها في حسينياتهم ومحاضراتهم البكائية مدونة في ذاكرة القوم وفي مخزونهم المعرفي وتراثهم الثقافي مستوحاة من تراث اليهود والنصارى، والمقال لا يتسع لذكرى صور التوافق، وأسسس التشابه بينهم، فهي معروفة معلومة لمن حباهم علما نافعا وفهما صائبا، بل لكل مطلع متابع لما يردد علنا في قنواتهم وعلى منابرهم وفي مجالسهم ومضامين محاضراتهم.
لم يعد هذا خافيا، أو مجرد ظنون وهواجس، بل إن قنواتهم الفضائية تشهد علانية على بجاحتهم وقلة حيائهم، ولن يجد أبسط الناس فهما وقدرة على التحليل من إدراك البون الشاسع بين ما يدعونه من حب لآل البيت المعروفة سيرهم الطاهرة، وبين سير هؤلاء القوم التي تتجلى في أقوالهم الناشزة، وأعمالهم المنحرفة، كشفتها ألسنتهم القذرة، تابعوا بذاءات معمميهم، وخزعبلات منشديهم، وفتاوى مرجعياتهم المخجلة التي يندى لها الجبين، تحلل ما حرم الله، وتبيح ممارسات لا يمكن لمن يمتلك القليل من الحياء والعفة أن يستمع لها فضلا عن أن يتقبلها، والشواهد على ذلك غدت ملء السمع والبصر لكل مشاهد ومتابع، كلها تصادم العقل السليم، والنفس الكريمة، لذا لا غرو ألا يصدقها أقل الناس ذكاء وفطنة.
إن سير آل البيت الأطهار تتعارض تماما مع سير هؤلاء القوم الذين يدعون حبهم، بل لا وجه للمقارنة بينهما، تأملوا هذا الموقف العظيم الذي بارز فيه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أحد المشركين، وتمكن علي منه وطرحه على الأرض ولا عجب، وعندما رفع علي سيفه بعد أن تمكن من هذا المشرك ليجهز عليه، بادر هذا المهزوم بعد أن رأى عليا رافعا سيفه ليجهز عليه بالبصق على علي كرم الله وجهه، موقف في منتهى الاستفزاز والإثارة، فما كان من علي إلا أن انصرف عنه ولم يقتله، تعجب أصحاب علي من موقفه، وسألوه لماذا لم تقتله وقد أمكنك الله منه؟، فقال علي رضي الله عنه: هممت أن أقتله يوم أن كان عدوا لله، فلما بصق صار عدوا لي، فخشيت لو قتلته أن يكون قتله انتصارا لنفسي وليس انتصارا لله.
هذه سيرة آل البيت التي كل حركاتها وسكناتها طاعة لله وامتثالا لهديه، وسيرا على نهجه وإعلاء لشأنه، هذه السيرة براء مما يعمله حزب اللات في سوريا التي سفكوا فيها دماء زكية تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. تبا لهذا الحزب الذي نكرهه ونبغض كل منضو تحت لوائه، لواء سفك الدماء وتكفير المسلمين وتشريدهم.
abalmoaili@gmail