يقول لي رئيس إحدى المحاكم بعد أن أجريت حواراً معه، اتق الله واحرص على ما تقدم عبر وسائل الإعلام، فلن ينفعك أحد ولن يقدموا لك أهل الإعلام أي شيء يا أخ فهد؟!.

بركة إذا حطوا لك خبر صغير وكتبوا فيه (وفاة الزميل فهد بن جليد)، يوم أو اثنين وسوف تصبح في طي النسيان تماماً، وستواجه ما قدمت لوحدك، وسيحل مكانك شخص آخر، مثلك مثل غيرك، فلا تقدم إلاّ ما يسرّك أمامك!.

طبعاً شكرت لفضيلة الشيخ نصيحته القيّمة، وطلبت منه الدعاء لي، فحب الشيخ لنا هو ما دفعه لقول هذا الكلام، والنصيحة تقبل من الجميع ولا يردّها إلاّ متكبر أو واهم، وبالمناسبة المصوّر ومهندس الصوت المرافقيْن لي أصيبا بالدهشة، واحتاج الأمر لدقائق حتى يعود لهما توازنهما من الكلام الصريح والحقيقي الذي سمعاه، وهو واقع للأسف الشديد، فكل من رحل عن المجال الإعلامي أو الفني تم وضعه في قائمة النسيان، وفي ملفات الأرشيف!.

اللوم هنا يقع على وزارة الثقافة والإعلام بشكل مباشر، فهي لم تكن في الموعد أبداً مع كل نجوم الشاشة الفنانين أو الإعلاميين أو حتى الصحافيين الذين خدموا الحركة الإعلامية والثقافية، سواء من رحل منهم أو من يرقد على فراش المرض!.

ماذا قدمت وزارة الثقافة والإعلام لكلٍّ من: بكر الشدي، محمد العلي، هاني السعدي (بابا فرحان)، عبد العزيز الحماد، جميل سمان، سليمان العيسى، طلال مداح، طارق عبد الحكيم، سعيد طمسان، عبد الله بن خميس .. وغيرهم؟!.

لماذا لا يقوم التلفزيون بإنتاج برنامج رمضاني يكشف الجوانب الإنسانية في حياة هؤلاء لندعو لهم بالرحمة والمغفرة، تاريخ وحكاية (30 شخصية) سعودية ليس بالأمر الصعب، عبر رصد سيرتهم ونماذج من أعمالهم ولقاءات مع المعاصرين لهم في كل ليلة، وهي حق معرفي ينتظره جيل شاب لا يعرف ما قدمه هؤلاء الكبار في زمن مضى!.

ننتظر من التلفزيون أن يخصص خلال برامج رمضان القادم وبشكل سريع (دقائق) أو فواصل، لاستذكار أعمال الراحلين، المكتبة مليئة، فقط من يُعمل الشريط!.

ليس من الإنصاف نسيان هؤلاء بنشر خبر (وفاة الزميل) على طريقة الشيخ أعلاه..!

وعلى دروب الخير نلتقي.