« نشر الزميل العزيز فهد الدوس وعبر جريدة الرياض يوم الجمعة الماضية.. حالة مهاجم النصر الدولي -سابقا- (محمد سعد العبدلي) المرضية الذي يلازم السرير الأبيض هذه الأيام بمستشفى الملك فهد في الحرس الوطني على أثر إصابته بمرض تليف في الكبد ساهم في إضعاف نشاطها تدريجيا إلى أن وصلت لمرحلة حرجة فتقرر ضرورة إجراء عملية زراعة الكبد.
« معاناة النجم الكبير (المرضية).. صاحب لقب أول هدف سعودي في تاريخ دورات الخليج، تتطلب وقفة جادة, ولمسه حانية، تنتشله من مغبة المرض وإرهاصاته المؤلمة، سواء بمبادرة من صندوق الوفاء برعاية الشباب وما يضطلع به من أهداف إنسانية, ومنطلقات سامية, وأعمال وفائية, مع اللاعبين السابقين أو الحكام المعتزلين أو الإداريين العاجزين الذين خدموا الحركة الرياضية ووجدوا أنفسهم بعد ابتعادهم بين قسوة المرض وقسوة الظروف المعيشية, خاصة أولئك الذين ليس لهم سبيل بعد الله إلا وفاء المحسنين، بعد أن ارتهنوا في أحضان الأوجاع والمتاعب والألم، ينتظرون من يأخذ بأيدهم ويقرر مصيرهم, أو بلفتة نبيلة من إدارة النصر الحالية برئاسة الرجل الوفي الأمير (فيصل بن تركي)، وتفاعلها الإنساني مع حالة (العبدلي) الحرجة التي باتت تهدد حياته، وتقلق مضاجعه, بالتالي أصبح أسيرا للهموم النفسية والأوجاع العضوية.
« حالة المهاجم الشهير، حالة إنسانية رياضية تنتظر المبادرة من أصحاب القلوب الرحيمة والأيادي البيضاء في مجتمعنا الرياضي, خاصة وأنه خدم الكرة السعودي بمشاركاته في أربع دورات خليجية ومثل ناديه النصر أكثر من 15 عاما وساهم في دخول (فارس نجد) لعالم البطولات الذهبية والمنجزات الكبيرة مع بقية كوكبة النجوم العمالقة والأسماء الرنانة التي كانت تزخر بهم الخارطة النصراوية في حقبة التسعينيات الهجرية من القرن الفائت، ومنهم مبروك التركي وسالم مروان وأبناء الجوهر (سعد وناصر) وعيد الصغير والأمير ممدوح بن سعود وتوفيق المقرن وأحمد الدنيني وخالد التركي, وغيرهم في حقبة ذهبية عاشها الفريق الأصفر بقيادة رمزه الراحل الأمير عبد الرحمن بن سعود -رحمه الله- الذي نقل العالمي من البداية إلى عالم الريادة.
« وعندما أخص الإدارة النصراوية وأناشدها بالتفاعل مع معاناة النجم الكبير محمد سعد العبدلي -شفاه الله- الذي يمر بمرحلة حرجة تتطلب الوقوف مع حالته المرضية، فهو أولاً رمزاً من رموز النادي الذين ارتبطت أسماؤهم بأولى منجزاته الكبيرة وألقابه التاريخية, وثانياً معروف عن المهاجم الخلوق (محمد سعد) أنه قدم تضحيات جسيمة وعطاءات بارزة رفض فيها العروض المغرية, وهو في عز مستواه حبا وإخلاصا ووفاء لناديه, وبالتالي فهو يستحق لمسة وفائية تبادله المشاعر ذاتها.. من (النصراويين).. تعيد له توازنه الصحي واستقراره النفسي والوجداني.. ولا أتصور إدارة دفعت قيمة عقد لاعب بـ 50 مليون ريال..!! عاجزة عن تكّفلها (زراعة كبد) في الخارج لأحد أبناء النادي ورموزه الكبار بقيمة لا تتجاوز 300 ألف ريال, مع إيماني التام أن صندوق الوفاء، عفوا.. (صندوق الجفاء) في الرعاية، وكما هو ديدنه سيولي مدبرا ولن يعقب.. مثلما فعل مع حالة النجم الدولي الراحل فهد الحمدان -غفر الله له- الذي عانى من مشاكل في الكلى وانتكست أوضاعه الصحية بعد انتقال المرض وتأثيره على إنزيمات الكبد ووظائفها, وناشد وعبر (الجزيرة) المسؤولين في المؤسسة الرياضية لعلاجه وانتشال حالته من المرض بأوجاعه العضوية وإرهاصاته النفسية، فغادر الحياة محمولا على الأكتاف إلى لحده..!! دون أن يجد تجاوبا إنسانيا ولمسة حانية من (صندوق الوفاء) الذي أصبح مثل المستحيلات الثلاثة (العنقاء، والخل الوفي، والغول).. نسمع به ولا نشاهد مبادراته الإنسانية وأهدافه السامية واتجاهاته النبيلة حتى مع حالات رياضية تصارع الموت !! وإن كنت أتمنى هذه المرة أن يخالف «صندوق الرعاية الوفائي» توقعاتي وتتجه بوصلته إلى مصافحة معاناة العبدلي!!
« مؤلم حقا أن يصبح مجتمعنا الرياضي- وكما يقول الخبير الإعلامي والشورى الأسبق الدكتور بدر أحمد كرّيم.. (مجتمع نكّار) يتنكر لرموزه ونجومه وأبنائه الأوفياء الذين خدموا مسيرة الرياضة في وطنهم.. ووجدوا أنفسهم بعد مغادرة ميدان الكرة في أحضان المرض وقسوة الظروف المعيشية دون أن تمتد لهم الأيادي البيضاء لتصافح قلوبهم, ونلامس همومهم, وتخفف معاناتهم.. وتعيد فرحتهم.. وبهجتهم..
Twitter@kaldous1