بصراحة أثبتت الأحداث والنتائج الأخيرة المخجلة لمنتخبات دول مجلس التعاون الخليجي وخروجها متتالية من تصفيات كأس العالم خالية الوفاض، ولم تستطع أي دولة من الدول الست والتي تعتبر على الأقل أربعة منها الأغنى على مستوى العالم التأهل.. لقد خرجت الإمارات مبكراً ولحقت بها السعودية والكويت ثم خروج مخجل وغير متوقع لقطر ثم أخيراً لعمان التي حاولت عبر الملحق إلا أنها لم تستطع الصمود أمام الأردن، رغم أنها لعبت بفرصتين، وعطفاً على نتائج منتخبات الدول الأغنى والتي تضخ دولها عشرات المليارات على استقطاب الكوادر الفنية وتأهيل الكوادر الإدارية وإقامة أفضل المنشآت الرياضية والملاعب المميزة من مدن رياضية وأكاديميات خاصة في دولتي الإمارات وقطر ناهيك عن الكثافة السكانية للمملكة العربية السعودية ووجود أكثر من 150 نادياً رسمياً تابعاً للمؤسسة الرياضية، ومع كل هذا لم تستطع إحدى هذه الدول من العودة لأكبر منافسة رياضية على مستوى العالم، فالكويت التي ذهبت مرة واحدة والسعودية التي ذهبت أربع مرات متتالية والإمارات التي وصلت مرة واحدة لم يستطع أحد منهم أن يثبت جدارته واستحقاقه للعودة مرة أخرى، أما قطر فقد حاولت إلا أن نوعية اللاعبين والعودة لبعض الأسماء القديمة أخرجها، وكان أملها في اللقاء قبل الأخير أمام إيران، وما يحدث من حصيلة نهائية يؤكد ما سبق ذكره أن الفكر أهم من المال وكذلك تؤكد الأيام بأننا في أزمة فكر وإدارة للشؤون الرياضية على مستوى المنطقة كاملة، فمهما ملكت من مال وأقامت المنشآت إلا ان الفكر والوعي هما الأهم دائماً للتميز والوصول إلى الهدف المنشود.
عضو شرف يسيء للاتحاد ورجاله
في البداية نقول جميعاً: رحم الله اللاعب الإنسان الخلوق محمد الخليوي، لاعب الاتحاد والمنتخب السعودي السابق الذي انتقل إلى جوار ربه الأسبوع الماضي ورغم عدم التقائي به سابقاً إلا أنه كان - رحمه الله - دائماً على خلق رفيعة ويحمل ذكرى طيبة مع زملائه الذين أشادوا به كثيراً، وعلى العموم رحل بهدوء كما هي عادته في الملاعب، إذ كان هادئاً حتى عندما يحصل على الكرت الأحمر تجده يخرج على استحياء بدون أي اعتراض أو احتجاج فكان - رحمه الله - إنساناً بجميع ما تعنيه الكلمة، لكن المضحك المبكي ما حدث من أحد أعضاء شرف النادي والذي فاجأ الجميع في نفس المساء الذي دفن فيه اللاعب محمد الخليوي - رحمه الله - يقيم حفلاً وشكشكه دون مبالاة لمشاعر ذوي اللاعب ولم يكونوا قريبين من الحزن في فقيد كان أحد الركائز في نادي الاتحاد، وقبل هذا وذاك فهو أب لأبناء تيتموا قبل لحظات من الحفل، وزوج لامرأة ترملت قبل ساعات، وكذلك لم يراعوا منظر والده وهو شيخ مكلوم في ابنه.. أليس في قلوب هؤلاء رحمة؟ أليس لهم مشاعر وأحاسيس؟ أم الأنانية وحب الذات والدنيا ونعيمها أغفلتهم عن مصاب جلل؟..
قبل أيام وبعد حصول فريق الاتحاد على كأس الملك تمتنع الإدارة عن إقامة أي حفل تعاطفاً مع الشعب السوري وقتل الأبرياء ونتفاجأ بثلة غير مسؤولة بإقامة الأفراح والليالي الملاح بعد سويعات من دفن أحد الأبناء الأوفياء وقبره لم ينشف بعد، فتباً لكم يا من لا تملكون مشاعر الإنسانية فقد تكون كلمة واعيباه غير كافية في حقكم، فحسابكم سيكون عسيراً عند بارئكم يوم تلقون وجهه الكريم.
نقاط للتأمل
- في الأسبوع الماضي تحدثت عن عدد الدول التي ستدرب الهلال ونرى ان أحد المدربين المساعدين قد اعتذر وتم استدعاء آخر وهذا قد يكون مؤشرا غير جيد لمستقبل الفريق الهلالي.
- تسربت بعض الأخبار عن نية الإدارة الهلالية محاولتها في إعادة اللاعب البرازيلي نيفيز والاستمرار على اللاعب الكوري المهاجم كخيار آسيوي وإذا ما صحت الأخبار فهذه مؤشرات غير جيدة وتدل على أن هناك أزمة مالية وإدارية تنخر في جسد الكيان الهلالي.
- شيء يجيب «الجنان» أندية تعلن عن عزمها على إقامة معسكرات خارجيه وفي أغلى مناطق العالم وهي أوروبا مع العلم أنها تعيش أزمات مالية وتأخر في تسديد الالتزامات والرواتب لمنسوبيها، فماذا يقال عن هذا الأداء؟
- الكل يعلم أن من الأندية التي ذاقت الأمرَّين من الأزمات المالية ووصلت إلى إضراب اللاعبين والتراشق بين الرؤساء فضائياً هو نادي نجران، ومع ذلك تعلن إدارته إقامة معسكر خارجي فمن يصدق من؟
- اللاعب المغربي عصام الراقي يتجاهل جميع العروض السعودية والخليجية ويوقع للرجاء البيضاوي المغربي وفي هذا أعتقد أنه اتخذ الخطوة الصحيحة.
- هناك أندية تريد التخلص من ثلاثة إلى أربعة لاعبين ولكن لم تستطع أن تتخذ هذه الخطوة لعدم مقدرتها على الوفاء بالتزاماتهم المالية وتسديد باقي قيمة عقودهم ومع ذلك تعلن عن إقامة معسكر خارجي.
- رحيل شخصيتين راقيتين عن الكيان الأهلاوي وهما الأستاذ محمد الشيخي والأستاذ طارق كيال لغز محير وخسارة فادحة للأهلي وقبلهما للرياضة السعودية بصفة عامة.
- على إدارات الأندية أن تكون أكثر وضوحاً مع الرأي العام والإعلام الرياضي حول أسماء لاعبيها المنسقين والمنتقلين فحتى الآن لا أحد يعرف مصير سعد الحارثي من الهلال وعبدالله شهيل وناصر الشمراني من الشباب ونايف هزازي من الاتحاد وعبده عطيف وعبدالرحمن القحطاني من النصر، فمزيداً من الشفافية يا إدارات الأندية.
- إذا صحت الأخبار عن نية إدارة النصر في إلغاء عقد لاعبها الجديد البرازيلي إلتون بما ذكرته سابقاً بان تعاقدات نادي النصر المستعجلة محفوفة بالمخاطر.
خاتمة:
إذا طعنت من الخلف، فاعلم أنك في المقدمة....
ونلتقي عبر جريدة الجميع «الجزيرة» ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.