مما لا شك فيه أن زيارات المسؤول لمواقع العمل وللأماكن المخدومة من قبله، تعطيه واقعاً وقرباً أفضل سواءً الإنسان أو المكان، وزيارات سمو أمير منطقة الرياض الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز وسمو نائبه الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز، تشكل هذا المحور المهم (معرفة واقع الخدمة ومشاهدة المكان وسماع رأي الإنسان فيه)، وهو أسلوب فريد وناجح في علم الإدارة المحلية الحديثة.

ولا شك أن سموهما بحكم إلمامهما بعلم الإدارة وممارستها بشكل مهني محكم وبشكل دقيق، سوف يجعل هذه الزيارات ذات مردود مباشر ويمكن سموهما من الاطلاع مباشرة على واقع الأمور بدون زخرفة أو تجميل، وأعتقد أن سموهما كانا صائبين عندما عجّلا بهذه الزيارات، لأن هناك عاملاً مهماً وهو التعرف على هذه المحافظات والاتصال بالمسؤول والمواطن عن قرب.

ولكي ينعم السكان والأهالي بتواجد أميرهم ونائبه والحاكم الإداري لمنطقتهم بينهم ويشاهدوه عن قرب ثم يأتي بعد ذلك تفقد العمل والخدمات ومعرفة العقبات والمشاكل ليكون أكبر مسؤول في المنطقة قد وقف عليها وبالتالي ينتهي كل اجتهاد حولها أو ما يرفع من مبالغات عنها في شكل شكاوى أو معاملات.

الأمير خالد بن بندر وسمو نائبه تركي بن عبد الله - وهذا شاهدته شخصياً - كانا حاضرين بفكرهما وتفكيرهما ومتابعتهما ومناقشتهما، حيال ما أثير من مواضيع سواءً في اجتماع المجلس المحلي والبلدي ورؤساء المراكز، أو حتى في افتتاح وتدشين بعض المشاريع، ومما لاحظته من أن سموه الكريم يعطي رؤساء المراكز دوراً في تطوير مراكزهم هو عندما طرحت اقتراحاً على سموه الكريم أثناء الاجتماع عندما طلب منا المشاركة بإشراك رئيس المركز في تطوير الخدمات البلدية وتعويده على العمل التنموي، بالإضافة إلى عمله الأمني، فقد أثنى سموه على هذا الاقتراح في كلمات أبوية اعتز بها وهذا يدل على حسه التنموي وعمق توجهه الإداري للتطوير. وما لاحظته أيضا خلفيته عن كل محافظة، وذلك في كلماته التي يشارك بها في كل احتفال للأهالي معدداً مزايا كل محافظة ومشيراً لتاريخها وأهميتها، وهذا دليل لسعة أفقه واطلاعه على محافظاته التابعة له. وكان سموه يكرر أن زياراته هذه للتعرف على المحافظات وما فيها من خدمات والزيارات العملية وتفقد سير العمل قادمة بدون مواعيد، وهو بذلك يبرهن على الإدارة الفاعلة التي ستحاسب عن كل تقصير. وهذا ليس بغريب على قامة إدارية كسموه وسمو نائبه تستثمر الوقت والجهد والإبداع لراحة المواطن وتوفير الخدمات له ومن ثم تحاسب كل متقاعس أو متكاسل. وفق الله سموه الكريم وسمو نائبه لكل ما تصبو إليه المنطقة وأهلها من تقدم ورقي تحت قيادة حكيمة، ونتمنى أن نرى سموه ونائبه بيننا في زيارات متكررة نسعد بها جميعاً.