|
الجزيرة - المحليات - واس:
يتعاقب الليل والنهار .. وهمس سامري ليالي منطقة الباحة لا يهدأ حتى لا تكا نجومه تبرح مكانها , حيث الأجواء الجميلة الحالمة تتهافت خلالها أصوات عشاق الليل , فحينما يسدل الليل أستاره يبدأ مشوار عشاق جمال الطبيعة وما يعكسه ضوء القمر المنكسر على أعتاب عشبها الأخضر وظلال شجرها المائل ليحط على ساهري لياليها الهدوء والسكينة .هكذا تبدو ليالي صيف الباحة وهي تجمع الأحبة من كل الأصقاع ليكون موعد اللقاء « باحة الكادي .. مصيف بلادي34 « , فلا يكاد يخلو جزء من غابات ومتنزهات المنطقة من التجمعات العائلية والشبابية للمصطافين هنا وهناك . وفي جولة ليلية جابت عدسة « واس « عدداً من المواقع , راصدة الحِلق الشبابية
لساهري ليالي الباحة التي تجمع بين الهزل والجد , حينما تُطرب مسامعك على لسان هذا وذاك التطور والعناية الملحوظين , وكذا الاهتمام المنقطع النظير بزائري المنطقة ومصطافيها في شتى المرافق السياحية , والترحاب من قِبل أهاليها بعبارة « مرحباً هيل عد السيل « , فضلاً عن منازل أهلها التي لا تُطفأ أنوارها ليلاً لاستقبال زائريهم من خارج المنطقة بابتسامة تعلو محياهم كما هو حال أهل الباحة. ورصدت الجولة نبض شوارع المنطقة خلال الصيف , التي تظهر الفرق عما كانت عليه في ليالي شتاها , حيث الهدوء والصمت يسودان شوارع وأروقة مدينة الباحة ومحافظاتها , وكيف هي عليه الآن وكأنها خلية نحل وعالم حي لا يغفو ولا يخلو من النشاط والحيوية التي تدب في عروق شوارعها وقراها كعقد لؤلؤٍ انتظم ليتلألأ ضياء حينما تصدح فيه شعلة نار . وما أن تشرق شمسها التي تتخلل أشجار العرعر مخلفةً صورةٌ جمالية وينتشر الضوء كاشفاً بذلك ما حباها الله من زهو أرضها واخضرارها , حتى يستفيق ساهر ليلهاليبدأ يومٌ جديد وإطلالة على ما تكتنزه المنطقة من مناظر طبيعية ما بين أوديتها وسهولها وجبالها. ولعل زائر الباحة يدرك أن لليلها وجلاسه سمةٌ بارزة تختلف عن باقي مدن المملكة ما بين أجواءها المعتدلة ونسمات عليلها الرائعة التي تأسر من يسامرها ويشاطر أهلها رائحة تربتها المبللة بالمطر وعبق تاريخها الشاهد على البساطة في شتى مناحي تفاصيل قاطنيها .