|
أبها - واس:
تشهد متنزهات منطقة عسير هذه الأيام رواجاً في حركة بيع وشراء العسل الطبيعي الذي يقدمه الباعة الجائلون في متنزهات السودة والحبلة ودلغان والجرة والطرق المودية لها. ويرتاد المصطافون وأهالي المنطقة الأماكن والأسواق التي يعرض بها الباعة العسل بكميات وفيرة, بحثاً عن قيمته الغذائية الطبيعية, أو العلاجية، التي ورد ذكرها في القرآن الكريم, قال تعالى: (يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ). وخلال رصد حركة البيع والشراء, والتقى البائع يحيى مفرح المشيخي بمتنزه السودة, الذي استعرض أنواع العسل ومنها, السدرة، والسلم، والطلح، والضهيان، والقتاد، والصيفي، والربيعي، والزهور، والحضميات، والبساتين، مشيراً إلى أن هذه الأنواع تشتق مسمياتها حسب نوع وأسماء الأشجار أو الزهور، ولكل نوع خاصيته. وبيّن أن العسل إما أن يكون إنتاجه طبيعياً مستخلصاً من ثمار وزهور الأشجار، أو عكس ذلك من خلال تغذيته على المنتجات المصنعة كالسكاكر والعصائر وغيرها، مفيداً أن الأخير عادة يكون إنتاجه بشكل سريع, إذ يطلق عليه أصاحب هذه المهنة «التجاري أو المصنع», لافتاً الانتباه إلى أنه بإمكان المستهلك معرفة الفرق بين العسل الطبيعي، والمصنع (التجاري) من حيث الرائحة، والذوق، ونكهات الأشجار التي عادة ما يتميز بها العسل الطبيعي. وأبان أن (النحال) يتنقل ببيوت النحل (الخلية) من مكان لآخر بحثاً عن المواقع الممطرة التي تمتاز بكثافة أشجارها، في حين بيّن المنتج رشيد محمد أن العسل في الأصل يتكون شمعاً داخل صندوق الخلية، على شكل أقراص مستديرة محملة بشهد العسل (غذاء الملكات)، مشيراً إلى أن بعض النحالين يصفي الخلايا من العسل عن طريق مكائن الطرد الخاصة لاستخلاص الصافي منه، فيما يقوم البعض بترك العسل داخل الشمع بهدف تلبية رغبة البعض فيما يريد من النوعين. وأشار إلى أن أجود أنواع العسل ما يسمى (بالمجرى) ولونه أبيض، ويمتصه النحل من شجرة صغيرة لون زهرها أبيض تنبت في المناطق الحارة، ويتصف بالقلة والسعر المرتفع حيث يبلغ الكيلو منه قرابة 700 ريال، بينما لا يتجاوز سعر الكيلو الصافي من السدر 350 ريالاً، والسّمْر يصل منه الكيلو إلى 250 ريالاً. وعن تركيبة خلية النحل داخل الصندوق أفاد أن كل خلية تتكون من آلاف النحل (العاملات التي تهتم بجمع العسل، والشغالات التي تتولى مهمة التنظيف والحراسة والحضانة، فيما يقتر عمل الذكور على التلقيح فقط)، وتلتف جميعها على ملكتها، وإذا ماتت هذه الملكة فإن النحل يتبدد ويضيع، إلا إذا حلت ملكة جديدة له.