|
الموت حقيقة أزلية نعايشها كل يوم, فكل يوم نودّع راحلاً ونعزي في فقيد، إلا أن فقد الأحباب والأقارب يجعل الموت مؤلماً على النفس وحدثاً مذهلاً. وفي يوم الاثنين 1-8-1434هـ فقدت محافظة الخرج عموماً والدلم خصوصاً أحد أعلامها وأعيانها البارزين، وأحد رجالاتها الأفذاذ، إنه الأستاذ سعد بن عبدالرحمن الدريهم بعد معاناة مع المرض. ولقد حبا الله الفقيد الغالي سمات جليلة وخصالاً حميدة، وقد تجلت بحسن المعشر وبالخلق النبيل والسعة في الأفق. إنه رجل -رحمه الله- واضح السيرة، طيب السريرة، خفيف الروح، باسم الوجه، ضاحك السن، حاضر النكتة، محباً للمداعبة، أنيس في المجلس، قيادي ماهر، مدير، حاذق. ولقد شهد له بهذه الصفات كل من تعامل معه سواء في الأعمال الحكومية التي تولى قيادتها أو في المجتمع الذي عاش فيه. ومن صفاته -رحمه الله- أنه كان كريماً مكرماً لضيوفه وأصدقائه ومحبيه، إذ كان منزله دائماً عامراً بالضيوف والزوار والمحبين، وكان يستضيف أسرة آل دريهم في عيد الفطر المبارك من كل عام لأكثر من ثلاثين عاماً في مزرعته المعروفة بالدريهمية. ولقد عرفته محباً للخير مبادراً لكل عمل نبيل، مقبلاً على الحياة بحيوية ونشاط وغير ناس لدار البقاء. وعرفته صادق التعامل، يبذل الحب للناس ومساعدتهم، محباً للألفة والمحبة، عرفته باراً بوالده يندر أن يكون له مثيل، وكان مثالاً يحتذى ببره بوالده، عرفته مواصلاً لرحمه وأسرته، باراً بهم متواصلاً معهم في مناسبات الأفراح والأتراح. ومن مزاياه -رحمه الله- كثرة أصدقائه ومعارفه ومحبيه وخصوصاً المتميزين منهم في الفضل والنبل، وكان يتعهد تلك العلاقات بالصلة والتواصل والسؤال عنهم باستمرار حتى لا تذبل مع مرور الأيام، بل تزداد رسوخاً وعمقاً بمرور الأيام، وله صداقات استمرت أكثر من خمسين عاماً مع إخوة متميزين في الفضل والنبل والكرم.
لقد افتقدنا أخاً كريماً ومربياً فاضلاً عزيزاً، ولقد كان هو ورفيق دربه الأستاذ راشد بن عبدالعزيز الدريهم -رحمهما الله جميعاً- من الذين ساهموا بفعالية وحماس منقطع النظير في تأسيس صندوق آل دريهم التكاملي حتى أصبح رمزاً شامخاً يشار إليه بالبنان.
هذه مشاعر وخواطر مختصرة عما عرفته عن المرحوم الأستاذ سعد بن عبدالرحمن الدريهم منذ كنت طالباً في المرحلة المتوسطة، وازدادت العلاقة عمقاً ورسوخاً خلال اجتماعات إدارة صندوق آل دريهم التكاملي، وفي مناسبات الأسرة المختلفة.
وفي الختام أسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجعل ما أصابه بالرفق لدرجته عند ربه إنه جواد كريم مجيب الدعوات، وأن يلهم أبناءه البررة عبدالعزيز وعبدالله ومحمد وعبدالرحمن ووليد وإخوته الكرام عبداللطيف وأحمد وخالد وعبدالعزيز الصبر والسلوان. ولا نقول إلا ما يرضي ربنا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
د. زيد علي زيد الدريهم - وزارة التعليم العالي