|
لندن واشنطن - رويترز:
انتظمت أسواق الأصول العالمية حركة تصحيحية كبيرة عقب تأكيدات مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) الشروع في تقليص برنامج التحفيز النقدي بهدف تحفيز الاقتصاد ونزلت الأسهم الأوروبية في بداية التعاملات أمس إذ تضررت معنويات المستثمرين بعد تراجع أسعار الذهب والفضة لأدنى مستوى في عدة أعوام وارتفع الدولار الذي يصارع اليورو بعد أن أظهرت بيانات مؤشر مديري المشتريات أن القطاع الخاص في منطقة اليورو لم يبدأ في تحقيق انتعاش مطرد بعد. لكن تركيز الأسواق انصب على تصريحات بن برنانكي رئيس الاحتياطي الاتحادي الذي قال إن البنك سيقلص برنامجه لتحفيز الاقتصاد تدريجيا في ضوء البيانات الاقتصادية ومع تراجع معدل البطالة إلى نحو سبعة في المائة من المستوى الحالي البالغ 7.6 بالمائة.
وصعد مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من العملات الرئيسية 0.6 بالمائة إلى 81.890 في أعلى مستوى منذ العاشر من يونيو. ودفعت تصريحات برنانكي أسعار الأسهم والسندات الأمريكية للتراجع بشدة وقادت عائدات سندات الخزانة لأعلى مستوى في 15 شهرا. وأمام الين زاد الدولار نحو 1.8 بالمائة إلى 98.18 ين مقتربا من أفضل مستوياته في أسبوع. ونزل اليورو 0.5 بالمائة إلى 1.3223 دولار متراجعا عن أعلى مستوياته في أربعة أشهر عند 1.3418 دولار الذي سجله أمس الأول. وتراجعت أسعار الذهب والفضة أمس لأدنى مستوى فى عدة أعوام وفي وقت متأخر الليلة الماضية أكد بن برنانكي أن نمو الاقتصاد الأمريكي قوي بصورة تكفي لتقليص مشتريات البنك من الأصول التي تبلغ قيمتها 85 مليار دولار شهريا في وقت لاحق من العام. وسجل الذهب الفوري أدنى مستوى منذ يناير 2011 عند 1312.50 دولار للأوقية (الأونصة) وكان منخفضا 2.7 بالمائة عند 1314.50 دولار الساعة 08.00 بتوقيت جرينتش. وهبطت العقود الآجلة للذهب الأمريكي تسليم أغسطس 59.90 دولار إلى 1314.10 دولار للأوقية. وهبطت الفضة 5.3 بالمائة إلى 20.22 دولار للأوقية بعد أن نزلت لأقل سعر منذ سبتمبر أيلول 2010 عند 20.09 دولار. وواصل الذهب الهبوط في التعاملات الآسيوية أمس في أعقاب ثلاث جلسات متتالية من الخسائر ليسجل أدنى مستوى له منذ منتصف أبريل بعد أن أشار «المركزي الأمريكي» إلى أنه سيقلص برنامج مشتريات السندات وسيواصل خفض وتيرة مشترياته من السندات بخطوات محسوبة حتى نهاية النصف الأول من العام القادم وسينهي تلك المشتريات بحلول منتصف العام إذا استمر أكبر اقتصاد في العالم في إظهار علامات على القوة. وحتى وقت قريب سجل الذهب -الذي ينظر إليه على أنه أداة للتحوط من التضخم- مكاسب مع تباطؤ الاقتصاد العالمي وتحرك البنوك المركزية لتعزيز اقتصاداتها. وانخفض سعر الذهب للبيع الفوري 0.3 بالمائة الي 1346.56 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 04.30 بتوقيت جرينتش موسعا خسائره هذا الأسبوع إلى أكثر من 3 بالمائة. وفي وقت سابق من الجلسة هبط المعدن الأصفر إلى 1338.84 دولار غير بعيد عن المستويات المنخفضة التي سجلها في منتصف أبريل عندما مني بأكبر هبوط في 30 عاما. وتراجعت العقود الآجلة الأمريكية 2.07 بالمائة إلى 1345.5 دولار للأوقية. وكان الذهب سجل أعلى مستوى له على الإطلاق عند 1920.30 دولار للأوقيةفي 2011. ونزلت الأسهم الأوروبية في بداية التعاملات أمس وتراجع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى- الذي ارتفع إلى أعلى مستوى في خمس سنوات ونصف الشهر الماضي- 1.5 بالمائة إلى 1162.19 نقطة بحلول الساعة 07.05 بتوقيت جرينتش. بينما انخفض مؤشر يورو ستوكس 50 للأسهم القيادية في منطقة اليورو 2.0 بالمائة إلى 2631.88 نقطة. وتصدرت أسهم شركات التعدين الأسهم الخاسرة إذ تراجعت وسط علامات جديدة على التباطؤ في الصين أكبر مستهلك للمعادن في العالم ونزلت أيضا أسهم السلع الفاخرة مثل ساعات سواتش السويسرية وهو ما عزاه المتعاملون إلى بيانات عن تراجع الصادرات السويسرية. وشهدت أسواق الأسهم العالمية الشهر الماضي تراجعا عن أعلى مستوياتها في سنوات مع تزايد التوقعات بأن رئيس الاحتياطي الاتحادي سيعلن قريبا عن تقليص برنامج تحفيز الاقتصاد الذي يعرف باسم «التيسير الكمي». كما تضررت الأسواق ببيانات أظهرت مؤشرات جديدة على التباطؤ في الصين. وقال دارين كورتني كوك رئيس المعاملات لدى سنترال ماركتس لإدارة الاستثمار «أعتقد أن البيانات الصينية الضعيفة لعبت دوراً كبيراً هنا إلى جانب تصريحات الاحتياطي الاتحادي.» وفي أنحاء أوروبا انخفض مؤشر فايننشال تايمز البريطاني 0.3 في المائة وكاك الفرنسي 1.6 في المائة وداكس الألماني 1.4 في المائة صباحا.