أردت أن أكتب عن هذا الإنسان كثيراً ولكني تورعت ألا أفيه حقه، ولكني حين كنت أرتب أدراجي ومكتبتي ووجدت قصاصة الورق التي عليها أسئلتي التي دونتها قبل لقائي التلفزيوني به قبل أعوام في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني عادت لي ذاكرة ذاك اللقاء، وذاكرة الشيخ الفاضل والمعلم الجليل الذي شعرت بأبوته وثقافته وسماحته إذ إنه منحني مفهوماً رائعاً لرجل الدين والرجل المسؤول الحكيم العالي الأخلاق الذي يترجم سلوكه ما يحمل من ثقافة وفكر، حيث كانت المناسبة شراكة مركز الحوار مع جامعة الأميرة نورة وما أدراك عزيزي القارئ ما هو الدور المبدع والفعال الذي قام به هذا المركز من جهود في مختلف المجالات لتفعيل الحوار الأسري والحوار في المدرسة وبين المسؤول والمواطن ناهيك عن قوافله التي جابت المملكة بمناطقها في محاور وعناوين مختلفة نلمس ثمارها اليوم وفي الغد القريب في أبنائنا ومجتمعنا.

مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني كان ثمرة فكر شبله -حفظه الله- مليكنا عبدالله ونظرة ثاقبة منذ أن كان ولياً للعهد، ورؤية مبكرة وقراءة لضرورة الحوار وأهميته حيث بدأ بحوار وطني لينطلق بعد ذلك لحوار عالمي انطلاقته مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الديانات والثقافات في فيينا بالنمسا يرأسه معالي الأستاذ فيصل بن معمر حيث يواكب فكر المليك رجالات يترجمون هذه الرؤى جمعني لقائي بالشيخ الحصين بأحدهم، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته كما هو ساكن في قلوبنا وذاكرة الوطن.

إيران ونحن

إيران تخلع ثوباً وترتدي آخر كمن تبدل جلدها وتبقى الدولة ذاتها، لكن هل يا ترى ما منحنا الأمل ونحن نتابع انتخابات الرئاسة والنتيجة التي آلت إلى الرئيس الجديد حسن روحاني سوف تكون النتائج بمستوى الطموح ومستوى الوعود؟ هل سيفي الرئيس الجديد بوعوده لشعبه الذي تأمل كثيراً تبدلاً في السياسة الإيرانية وانطلاقاً من الحصار والعزلة التي فرضته المواقف الإيرانية العدائية في المنطقة؟ والتدخل العلني في قمع الشعوب المقهورة التي تجاهد لنيل حريتها وكرامتها، كما التهديد بالمفاعل النووي الذي يهدد أمن العالم أجمع حيث وإن لم تستخدمه طوعاً يمكن لأي زلزال من الزلازل التي غالباً ما تضرب أراضيها يمكن أن يحدث تسرباً في المفاعل قد يحدث ما لا يحمد عقباه.

الإرهاب الديني الذي يحدث اليوم سواء في إيران أو جنوب لبنان هو أكبر إرهاب قد يهدد المنطقة ويفرق أهلها الذين تعودوا أن يتعايشوا بسلام وحوار.

رحم الله شهداء سوريا ورفق بمن تشرد منهم وحفظ لنا أمننا وديارنا.