لم يترك محمد الخليوي -رحمه الله- سوى الأثر الطيب والذكرى الحميدة في نفس كل من عرفه أو تعامل معه أو عشق هدوئه وأدبه الجمّ بجانب فنه الراقي الذي نثره عبر المستطيل الأخضر لعقد من الزَّمن ونيف.
لاعب الأخلاق العالية المرحوم -بإذن الله- كان رحيله فاجعة أصابت الرياضيين ولا ريب، لكنَّه الموت (الحق) الماضي فينا جميعًا والقطار الذي وإن طال بنا مسيره فحتمًا ستأتي لحظة التوقف..!
* تلك اللَّحْظَة التي سيكون محظوظًا من تواتيه وقد ترك أجمل الأثَّر في نفوس من عرفهم ومن سمعوا به.. كذاك الأثر الذي لا يختلف عليه اثنان بأن النَّجم الراحل بجسده عن دنيانا الفانية نجم الأخلاق محمد الخليوي قد حصل له من محبة الآخرين وذكره بالطيب ودعاؤهم الخالص له بالمغفرة ولذويه بالصبر والسلوان.
* اللَّهمَّ أبدل عبدك محمد الخليوي دارًا خير من داره وأهلاً خير من أهله وأدخله الجنَّة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النَّار،
اللهم أنت ربه وأنت الذي خلقته وأنت الذي هديته للإسلام وأنت الذي أكرمته بالإيمان وأنت علام الغيوب تعلم ما بسره وعلانيته أنت الكريم ولا كريم غيرك وهو الضعيف الراجي بكرمك وعفوك نزل بجوارك فأكرمه بمقعد صدق عندك يا جبار السماوات والأرض. آمين.
السد العالي عالٍ.. ولا عزاء للمتراقصين..!
لكم كنت أرجو أن يأتي نفي من الرئيس السابق أحمد مسعود ونائب الرئيس الحالي جمجوم لما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي من (تراقصهم على أنغام المزمار) في حفل بعض الاتحاديين ببطولة كأس الأبطال، التي قيل: إنَّها جاءت عشية دفن وإقامة مراسم عزاء الراحل الاتحادي الكبير محمد الخليوي -رحمه الله-.
* رجائي ذلك لهول الصدمة التي شعرت بها وتألمت كثيرًا من الاتحاديين وغيرهم في الوسط الرياضي، كون واجب (العزاء) أولى من فرحة قد تؤخر وتُقبل لدى الجميع تضامنًا مع المصاب الجلل لنجم كبير بمعنى الكلمة، والعتب هنا على قدر المَحَبَّة للأستاذ أحمد مسعود وغيره ممَّن إن صدقت الرِّواية فيما كانوا عليه من مزمار وطرب في تلك اللحظات العصيبة على محبي الفقيد فوالله إنَّها من علامات الهون والهوان الذي سيجني مثل صنيعه كل من شارك في ذلك الفعل القبيح دون احترام لآدمية المرحوم بإذن الله الخليوي قبل كونه من أهم رموز نادي الاتحاد على الإطلاق بجانب السد العالي ونور.!
* ولأن القتامة ليست بِكلِّ أجزاء المشهد الاتحادي الذي هزّه فراق (الفجأة) لقائد فريق كبير بحجم الاتحاد، فإنَّ الصُّورة المضيئة أتت إيجابًا في تفاعل (السد العالي) أحمد جميل وصنيعه الجميل بالطبع لا بالتطبع، حين قطع إجازته وعاد فورًا للمملكة للمشاركة في وداع رفيق درَّبه ودعم أهله وذويه، تلكم الصُّورة المضيئة وغير المستغربة على أبو ميمون، لست أخالها إلا طبعًا في كلِّ الاتحاديين الشرفاء ولا عزاء على من هم على شاكلة المتراقصين في الرِّواية التي لازلت في ذهول من تصديق روايتها..!
** السد العالي وبقية نجوم المملكة ممَّن صاحبوا الفقيد في المنتخب والنادي وأذكر الوفي حمزة إدريس والأسطورة الفيلسوف يوسف الثنيان وغيرهم ممَّن سارعوا للوقوف بجانب الفقيد الكبير، والمسارعة بدعم وإنشاء صندوق لدعم عائلته وشراء منزل لأسرته، لهي الصُّورة التي تعكس واقع الوفاء عند الرياضيين جميعًا وليس لِمَنْ قاموا بهذا العمل النبيل تحديدًا.
* أما ما رشح عن تبرع الإدارة الاتحادية بتبرع قدرة 25 % من دخل ثلاثة أيَّام من إيراد متجر الاتحاد، فهي صورة أيضًا غير إيجابيَّة لتقدير نجم خدم النادي والمنتخب الوطني لسنوات طوال وليس من العدل أن تأتي وقفة الإدارة الاتحادية بهكذا تقدير مادي لا يوازي عطاء لاعب في درجة الناشئين، حفظ الله الجميع، وأصلح شأن أهل الوفاء أو من كنَّا نعدهم أنهَّم أهل للوفاء.
** أخيرًا.. أدعو الشيخ عبدالمحسن بن عبدالملك آل الشيخ صانع الإنجازات الحقيقة التي تزامنت وخدمة الخلوق المرحوم بإذن الله محمد الخليوي للنادي، أدعوه وإن كنت أعلم أنَّه ممَّن يعمل دون فلاش وبهرجه أن يسمعنا هو وأمير الوفاء الاتحادي طلال بن منصور والأمير العاشق خالد بن فهد أن يسمعونا جميعًا في الوسط الرياضي بتكريم يليق بقدر المرحوم بإذن الله وأن يثبتوا للمجتمع الرياضي أن رجالات الاتحاد ووفاءهم أكبر من أن يتراقص قلّة عشية فقد الوطن والمجتمع الرياضي لرياضي خلوق بحجم محمد الخليوي -رحمه الله-. والله من وراء القصد.
ضربة حرة..!
كلُ ابن آدم وإن طالتْ سلامتهُ
يومًا على آلةٍ حدباء محمولُ..