سعادة رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك وفقه الله
اطلعت على ما كتبته الأستاذة رقية الهويريني في زاويتها (المنشود) في العدد 14871 وتاريخ 16-6-2013م، وهو مقال بعنوان (أوقفوا رصاص الفرح)، حاثّة الجهات المعنية على ضرورة التشديد على إنهاء هذه الظاهرة السلبية وما تشكله من خطورة على الناس، سواء كانوا من المحتفلين أو جيرانهم أو أهل الحي الذي يتم فيه الفرح، وذلك بسبب كثرة الحوادث التي تحول الفرح أحياناً إلى حزن ومأتم، كما حصل مع الطفلة في مدينة الخرمة التي أدخلت المستشفى بسبب رصاصة (فرح)، لكنها خرجت من المستشفى وتماثلت للشفاء بحمد الله.
وعليه أقول: هناك تجربة تستحق أن تروى عن تعامل الجهات الأمنية السورية في مثل هذا الوضع، وهو طبعاً ما قبل الأحداث التي تجري الآن، حيث كانت الشرطة التي يأتيها خبر أو تسمع إطلاق نار في فرح ما، تأتي وتأخذ من قام بإطلاق النار إلى المخفر، وتجعله يكتب تعهداً وربما يدفع غرامات، وقد يبيت عندهم ليلة أو ليلتين. أما في حال هروب مُطلق النار فإن أول شخص تأخذه الشرطة هو (العريس)، نعم العريس، يأخذونه إلى السجن لينام عندهم ليلة، بعيداً عن عروسه!!، وتتحول ليلة الدخلة إلى ليلة (دخول) التوقيف أو السجن!!.
وفائدة هذا الأمر هو أن أهل العريس أنفسهم هم الذين سوف يشددون ويمنعون إطلاق النار؛ كي لا (يتبهدل) العريس، ومعه طبعاً سوف (تتبهدل) العروس، وسينقلب الفرح إلى تعاسة حين (يشحطون) الرجل إلى السجن بدلاً من حمله إلى عش الزوجية، وربما يبدأ الكلام على (النحس) وسوء الطالع.
أما الآن -الله المستعان- ففي سوريا تغير الوضع، ونسأل الله تعالى أن يفرج هم السوريين وهم المسلمين في أنحاء الأرض، أقول: الآن إذا كان الأب في الطابق الثاني والابن في الطابق الأول، وأراد الأب أن ينادي على ابنه فإنه يضرب في الهواء (مشط) رصاص من (الكلاشنكوف)!! أو ربما يرمي قنبلة على ساحة الدار كي يوقظه من نومه!!.
وحالياً الأعراس في سوريا شبه متوقفة حتى إشعار آخر، ما عدا أفراح تشييع الشهداء، فهي مستمرة في كل يوم وكل ساعة، حتى قال أحدهم: لغة أهل الجنة عربية، وأظن أن اللكنة ستكون شامية. بارك الله بك كاتبتنا رقية الهويريني على اللفتة الكريمة في هذه المشكلة، وشكراً للجزيرة الغراء على سماع صوت قرائها، ونسأل الله تعالى الفرج لسوريا وأهلها ولكل أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
أحمد عزو - الرياض