قرأت في عدد الجزيرة رقم 14862 في 28-7-1434هـ ما كتبه الدكتور محمد بن سعد الشويعر تحت عنوان (الحسد أعراضه وعلاجه) وتعليقاً عليه أقول: إن الحسد ليس له علاقة بالعين، فالحاسد ليس عائنا بالضرورة، وكذلك العائن ليس حاسداً بالضرورة.
والحسد له أوجه كثيرة ومتعددة وهو لا يصدر إلا من نفوس شريرة، قال تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ} (54) سورة النساء، وقال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم} (109) سورة البقرة.
والحُساد كثيرون، وشرورهم كثيرة، وأولهم وكبيرهم «إبليس» لعنه الله، قال تعالى: {وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} (5) سورة الفلق.
أما العائنون فهم قلة قليلة جداً وهبهم الله خاصية الإصابة بالعين دون الناس، فلا يستطيع أي إنسان أن يصيب بعينه إذا لم تكن عنده هذه الخاصية. والعائن ليس حاسداً بالضرورة، وسبب الإصابة بالعين هو إعجاب العائن ولفت نظره في شيء من المعيون مثل جمال بشرته أو اكتمال صحته أو غير ذلك مما يعجب أو يلفت النظر في كل الأشياء والعائن لا يستطيع التحكم في الإصابة بعينه أبداً، وربما أن العين تخرج منه وتصيب المعيون وهو لا يدري أو يشعر. والجن لا يصيبون الأنس بالعين، حيث لم يثبُت ذلك من الكتاب والسنَّة.
ومن الخطأ الكبير أن نهرب من واقع فشلنا ونعلقه على العين والعائنين ونقول إن سبب رسوم أبنائنا في الدراسة سببه إصابتهم بالعين، ونقول حين يفشل زواج ابننا أو بنتنا أن سببه إصابتهم بالعين متناسين أن سببه الحقيقي هو سوء اختيارنا، أو أن نفرّط ونبالغ في الخوف من العين ونقول إن كل مرض عضوي أو نفسي سببه العين، بل علينا أن نتوكل على الله، فمن توكل على الله فهو حسبه. فمن خاف شيئاً دون الله سلطه الله عليه. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
محمد بن عبدالله الفوزان - محافظة الغاط