أخي الكريم/ رئيس تحرير صحيفة الجزيرة -وفقه الله-..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
لقد اطلعت على ما كتبه الأخ الدكتور جاسر بن عبدالله الحربش في زاويته (إلى الأمام) في صحيفتكم العدد 14872 في 8-8-1434هـ يوم الاثنين شعبان 17-6-2023م. أشكر الدكتور الفاضل على مقاله الذي يحكي على لسان المتقاعد السعودي آخر الشهر (لم يبقَ عندي ما يباع بدرهم).
في الحقيقة إن العرض جيد جداً إن لم يصل إلى درجة الامتياز مع مرتبة الشرف الأولى، لأنه حكى عن أحوال المتقاعدين السعوديين ورواتبهم مع تعدد السحب والشفط، وهو في مكانه (قف) مع ما تنعم به بلادنا ولله الحمد من الخيرات وما تبذله الدولة وفقها الله وما تعطيه وما تمنحه للجهات الأخرى -جزاها الله خير الجزاء- وهذا من فضل الله علينا أبناء هذه المملكة.
عزيزي رئيس التحرير: هناك شريحة من شرائح المجتمع السعودي لم يتطرق لها دكتورنا الفاضل مغفولاً عنها واللوم أولاً وأخيراً يقع على الوزارة التي تنتمي إليها هذه الشريحة.. هذه الشريحة مهملة، وهي شريحة الأئمة والمؤذنين وخدام المساجد، رواتبهم قليلة جداً؛ غالبية الراتب لا يتجاوز ألفاً ومائتين وعشرة ريالات، وهذا الراتب مع متطلبات الحياة لا يفي ولا بعشر متطلبات الأسر، ناهيك إذا لم يكن هناك مصدر آخر يساند هذا الراتب وهو ثابت لا يتحرك (مكانك قف).. هذه الرواتب مع ضآلتها، جعلت بعض المساجد والجوامع في أنحاء المملكة وليس بمنطقة دون أخى تترك وصدقني إذا قلت حقاً بأن جامعاً من جوامع محافظة عنيزة ومن أهم الجوامع بدون مؤذن رسمياً منذ شهرين لم يتقدم أحد بسبب ضآلة الراتب ومثل هذا الجامع كثير، بل يقوم المواطنون المحتسبون بذلك أو يجمع تبرع لمن يتولى ذلك، مع أننا ولله الحمد والمنة في عهد الخير والعطاء وهذه المساجد تحتاج إلى الاهتمام من الناحية الوظيفية ودعمها حتى تنال نصيبها مثل ما نالت الجهات الأخرى من الدعم والعطاء من دولتنا -وفقها الله-، لأن هذه الشريحة من أهم شرائح المجتمع التي تحتاج إلى الدعم والاهتمام لأنها هي الداعية إلى التلاحم والتآلف وتبصير الناس وعدم الفرقة واللحمة بين الدولة والشعب وذلك من خلال المنابر والدروس التي تلقى.
فأملي من ولاة أمرنا الخير، وهذه تذكرة لأن الله تعالى يقول: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}، وقال: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى}.
عبدالرحمن بن عبدالعزيز المذِّن - عنيزة