يقول لي صديقي (السائح) القادم من جدة هو وعائلته، أنه يشعر بالإحراج كل ما أضاع الطريق بين الشقق المفروشة التي يسكنها في شارع الضباب، وبين الوصول إلى المولات الشهيرة على طريق الملك عبد الله شمالاً ؟!.
السبب تكرر معه أكثر من مرة، يقول فرحت عند رؤية (الإشارة حمراء) لأسال من على يميني ؟! ولكنه لا يبالي بصراخي: (السلام عليكم.. ياهوه)، لا يعير إشارات أطفالي أي اهتمام، لأن عيناه تتلاقط بين خط المشاة وكاميرا ساهر؟! وبصراحة لا ألومه، فقد خصمت من ميزانية الرحلة السياحية في الرياض (1000 ريال) تحسباً لكثرة فلاشات ساهر عندكم !.
حمدت الله أن هناك سيارة أخرى وقفت على يساري، ورغم أن قيمتها تبلغ (14 ضعف) قيمة السيارة الصغيرة التي استأجرتها، إلا أنني تجرأت وفتحت النافذة مع السموم الحارة وابتسمت في وجهه وقد بدأ من ملامحي حجم (الخجل) لأنه سيتعرض للسموم والحر، المؤلم أنه نظر بسرعة إلى الأمام ولم يفتح النافذة أصلا، ورفع (أصبعه السبابة) للأعلى، وفيما أنا أحاول اشرح له أنه فهمني بشكل (خاطئ)، أضاءت الإشارة الخضراء، ولم أعد أراه فيما أطفالي يسألون : هو يؤشر على أيه يا (بابا) ؟! قلت يقول (قدام)، أهل الرياض كذا فوق عندهم (يعني سِيْده) !.
المعاناة انتهت منذ اعتمدت على (الليموزين)، يسير أمامي حتى أصل للوجهة، وأدفع له ما يريد!.
لا أعرف كيف يمكن أن نغير هذه الفكرة الخاطئة لمن يقصد الرياض ؟!.
لنحاول أن نغير هذه الصورة النمطية غير الصحيحة، خصوصاً مع دخول الرياض كثاني مدينة عربية إلى نادي المدن العشرين (الأكثر زيارة في العالم) لأول مرة، وفق مؤشر ماستركارد العالمي للسائحين 2013 م!.
فقط ابتسموا يا أهل الرياض، فأكثر مدينة يتم زيارتها في العالم لغرض العمل هي عاصمتنا العصامية !.
الناس تأتي إلينا أكثر من (لوس انجلوس) بمرتبة، لقد دخلنا بجدارة نادي : دبي وباريس وبانكوك واسطنبول وروما ونيويورك ولندن .. وللأسف لازال هناك من لا يبتسم في الرياض ؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com