السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
اطلعت على ما كتبه الأستاذ عبد الله بن محمد أبا بطين على الصفحة 20 من العدد رقم 14851 الصادر في 17-7-1434 تحت عنوان (مراكز المدن: متى تغير مسمياتها)؟ تعقيباً على ما خطه يراع الكاتب المبدع الأستاذ حمد القاضي. وقد أورد الأستاذ البابطين في نهاية تعقيبه قوله (المواطن يهمه أن يرتفع مستوى مسمى مدينته)، ومع أن هذا القول في سياقه مطلب إلا أن المطلب الحقيقي هو مستوى الخدمة المقدمة ونشاط وهمة المسؤول عن المدينة، لأن مسمى رئيس مركز أو رئيس مدينة أو أمين مدينة لن يغير في الأمر شيئا إذا كان متسنم هذا المنصب لا يقوم بالمهام المناطة به على الوجه الأكمل، لأنه بالأساس هو اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، وكما قال معلم هذه الأمة إن خير من استأجرت القوي الأمين، أما الاختيارات على كيف ما اتفق فلا تحقق المطلوب، فلا عمل أنجزت ولا أرضا قطعت؟
ولنا فيما حولنا من تجارب واضحة وسأورد مثالين؛ الأول من سدير، كون البابطين من أهلها، والثاني من عنيزة كون القاضي منها. ففي سدير نشاهد على أرض الواقع كيف عمل رئيس مركز حوطة سدير السابق الشيخ صالح بن سليمان الزكري من أعمال مجيدة وأفعال حميدة ومطالب متعددة حتى غدت مدينة حوطة سدير تضاهي أكبر المحافظات بخدماتها ومشاريعها ومبانيها وعدد الدوائر الحكومية بها، ولم ينظر في مسمى وظيفته أو مرتبتها أو دخله منها، بل واصل العمل بالليل والنهار وبذل الغالي والنفيس سواءً من صحته أو ماله حتى أصبحت حوطة سدير يشار إليها بالبنان.
وأما في عنيزة، فها هو المهندس مساعد السليم محافظ عنيزة سابقاً ومحافظ ينبع حالياً يقف شامخاً بأعماله ومبادراته وخطواته التي فاقت الجميع، فلو قسنا محافظة عنيزة مع بعض مناطق المملكة ولن أقول محافظاتها لبان لنا البون الشاسع.
إن المثل يقول: (ليالي العيد تبان من عصاريها) والذي يريد أن يعمل وينتج لن ينظر إلى المسميات أو المعوقات أو المحبطات، فالميدان مفتوح للجميع وإذا كان من طلب للمسؤولين فهو حسن اختيار من يتولى مناصب رئاسة المراكز، فإن حسن الاختيار هو المفتاح السحري للتقدم والرقي والتطور.
نسأل الله التوفيق والسداد للرجال العاملين المخلصين، مع التنويه بأن هناك من يعمل بلا كلل ولا ملل وقدم الكثير، ولكن حيث إن الكاتبين الكريمين من سدير والقصيم، فقد جرى عرض نماذج ناجحة ورائعة من محيطهما ويشاهدان أعمالهما ونجاحاتهما رأي العين.
شكراً للجزيرة، شكراً للكاتبين وللجميع صادق مودتي ومحبتي.
عبد الرحمن بن محمد السلمان - سدير