البقرة تعرف أن الناس بحاجة لها.. لذلك هي لا تهتم بتحسين العلاقة مع أصحابها الذين يقدّمون لها المأكل والمشرب والمأوى.. هي لا تحاول أن تخفّف دمها أو تلعب معهم أو تدخل البهجة إلى قلوبهم.. بل إنها تلوّث .....
نفسها وتلوّث الأرض حولها بمخلفاتها وتعمل كل هذا أمام الناس.. فإذا أصدرت خواراً فإنه بصوت أجش مزعج.. هي تشعر بالأمان على نفسها وعلى أولادها.. فهي لا تتذكَّر أن هناك بقرة قد رُميت في الشارع وصارت تتسوّل طعامها مثل القطة التي تشاهد أحياناً بين صناديق القمامة.
أما القطة فتعرف أنه ليس لديها أي شيء تقدّمه للناس ولذلك فقد عوَّضت هذا النقص بالحب.. هي تعرف أنها مدينة للناس بالمأكل والمشرب والمأوى فقامت مقابل ذلك بأشياء كثيرة.. فهي أولاً لا تلوث نفسها وما حولها، بل تنظّف نفسها بنفسها وإذا أرادت أن تقضي حاجتها فإنها تذهب إلى مكان بعيد وتدفن فيه مخلفاتها، كما أنها تقتل الحشرات والقوارض التي يتأذى منها الناس.. وتدخل البهجة على أهل البيت والأطفال باللعب والمرح.. إضافة إلى حبها للتماس والتحكك مع أجسام مَن حولها بما يشبه العناق لهم وإصدار خرير من صدرها كتعبير عن الحب والسعادة والامتنان.. وهي كذلك لا تشعر بالأمان على أولادها لذلك فهي تحتفظ بهم في مكان بعيد إلى أن يكبروا ويشقوا طريقهم.
أظن أن حكام العالم يتبعون أحد هذين الموديلين.. وبصفة عامة فإن الحكام في تعاملهم مع شعوبهم في الدول المتطورة يتبعون الكات موديل.. ونصيحتي للحكام وبخاصة الذين يتبعون الكاو موديل في تعاملهم مع شعوبهم أن يتحوّلوا للكات موديل لسبب بسيط وهو أنه ليس لديهم حليب، بل إن الناس يقدمون لهم الحليب.