انتهى الموسم الكروي ومازالت ذات الأسئلة قائمة: هل تغير شيء؟ وإذا حدث هذا فهل هو للأفضل أم للأسوأ؟ ماالذي قدمته كرة القدم بمنافساتها وصخبها وضجيجها وأجوائها خلال الموسم للمجتمع وللوطن وللشباب وللأجيال بل للأندية نفسها ومنسوبيها؟ هل تستحق كل هذا العناء والتعب والانفاق والحزن والفرح والصراعات؟
للأسف الشديد كل الإجابات تشير إلى أننا في الوسط الرياضي والكروي تحديدا نعاني من أزمة متنامية تكبر تتسع تتفاقم موسما بعد آخر، فلم يتحقق له التطور والارتقاء ولا النتائج والمستويات التي تتناسب ولو بقدر معقول مع مايصرف من ملايين ومع ما تنشره الصحف وتبثه القنوات من اطروحات كروية على مدار الساعة، ولم يظهر بالشكل الذي يحفظ له على الأقل شيئا من احترام وتفهم الآخر غير الرياضي، لذلك يبدو منطقيا ومقنعا من يتحسر على الرياضة فيما مضى، حيث النتائج القوية والمنجزات المتميزة المتعددة والممارسات الإعلامية العقلانية الهادئة إلى حد كبير ..
من أجل أن نطور أنفسنا على المستويين الشخصي والمهني في الوسطين الرياضي والإعلامي، أتمنى أن يتصارح كل منا في مجال عمله مع نفسه، إن كنت صحافيا أو مذيعا أو معدا أو ضيفا في قناة أو إذاعة أو صحيفة ، أو رئيسا أو إداريا أو مدربا أو لاعبا أو عضو شرف أو حتى مشجعا في نادي، أو كنت حكما أو رئيسا أو عضوا في اتحاد أو لجنة، عليك أن تسأل نفسك ماذا فعلت خلال الموسم بماذا أصبت وبماذا أخطأت؟ ماأهمية وما جدوى عملك وما دورك في المجتمع؟ هل كان لما كتبته أو تلفظت به أو صنعته نتائج إيجابية أم سلبية؟..
رجاء .. من أجل أنفسنا وبلادنا وحاضرنا ومستقبلنا حان الوقت لنتخلص من المكابرة والتعنت والعناد والتباهي بالايذاء والعداء والحقد والكراهية ونعيد حساباتنا ونراجع مواقفنا، ولنجعل من الرياضة وسيلة للمنافسة الشريفة ولاحترام ميول وخيارات وانتماءات الآخر، لنصنع من أفكارنا واهتماماتنا وتدابيرنا وتصرفاتنا وقراراتنا الخير والحب والبناء والارتقاء، كفاية عبث وصراع وازدراء وتأزيم في عالم كرة قدم، نعم هي في النهاية كرة قدم..!
بلا منة ولا فزعة
جميل ورائع التفاعل وطرح مبادرات الدعم والوفاء للفقيد الخلوق الكابتن محمد الخليوي رحمه الله الذي يستحق بسيرته وسلوكياته وتعامله وخدماته لمنتخب وطنه أكثر من ذلك، والأجمل والأروع أن يحدث هذا من مختلف فئات وانتماءات الوسط الرياضي السعودي، لكن إلى متى وهذه المواقف تخضع لاجتهادات وتفاعلات من هنا وهناك بحسب مكانة وشهرة النادي الذي ينتمي له اللاعب، ونوعية ومصدر هذه المبادرات؟ ماالذي يمنع اتحاد الكرة والاتحادات الأخرى أو بالأصح اللجنة الأولمبية السعودية من إقرار نظام واضح يحدد شروط وكيفية دعم الرياضيين ليس فقط بعد رحيلهم من الدنيا الفانية أو في حالة تعرضهم لأزمات صحية أو خلافها في حياتهم وإنما كذلك تكريمهم وتقدير إنجازاتهم وفي مهرجانات اعتزال المميزين منهم؟
قبل أيام كانت الأطروحات والنداءات تتجه نحو الحالة الصحية لمهاجم النصر الشهير محمد سعد العبدلي شفاه الله، وقبله مهاجم الرياض فهد الحمدان رحمه الله وغيرهما كثير لاعبون وأيضا إداريون ومدربون تكررت معهم نفس الأساليب، فزعات ووعود وتصريحات وإعلانات ودعايات تصل أحيانا حد التلاعب بالمشاعر واستغلال للظروف على حساب هموم وآلام هؤلاء الرياضيين وأولادهم وأسرهم، من هنا أتطلع إلى اللجنة الأولمبية السعودية عبر أمينها العام الأستاذ محمد المسحل للقيام بخطوة إدارية تنظيمية أرى إنها مهمة وضرورية تتلخص بدراسة هذه القضية وإيجاد الحلول المناسبة لها واعتمادها لضمان استمرارها وحتى لا تكون مثل هذه المبادرات أسيرة لمواقف عابرة وردود أفعال شخصية تنهي بمجرد انتهاء أيام التفاعل الإعلامي معها..
من الآخر
· استقال مدير المركز الإعلامي الزميل محمد الشيخي، وقبله المشرف على الفريق الأول الناجح والمتميز طارق كيال، واحتمال مغادرة النجم بلامينو، ماذا أصاب القلعة؟
· استقبال لجنة الاحتراف الجديدة لأكثر من ثلاثين شكوى خلال أيام من بداية عملها يؤكد حجم الفوضى وحقيقة التجاوزات وغياب المنهجية وانعدام تطبيق اللوائح والأنظمة من قبل اللجنة السابقة..
· من حق الهلاليين أن يفهموا سبب التغير المفاجئ والتناقض الغريب والمريب في موقف لجنة الحكام من المهاجم الدولي يوسف السالم بعد أن أصبح هلاليا، وعلى اتحاد الكرة ألا يصمت أو يتجاهل مثل هذه الممارسات الخطيرة المسيئة له، خصوصا حينما تصدر من لجنة الحكام المعنية بتحقيق العدل والمساواة بين الجميع..
· محظوظ نادي الرائد بوجود اسم مهم مؤثر فاعل داعم متفق عليه ومحبوب من الجميع بمكانة وقيمة وسيرة عبدالعزيز التويجري..
· لأنها تضم نخبة من الأسماء المعروفة والمخلصة والوفية لناديها الطائي بقيادة الخبير ناصر الحماد، أتمنى من إدارة خالد الباتع أن تمنح كافة الصلاحيات وتوكل مهام الإشراف الإداري الكامل على الفريق والفئات السنية لهذه اللجنة..
abajlan@hotmail.com