نقلاً عن (دايلي ميل) البريطانية قالت إحدى الصحف الخليجية يوم أمس، أن شاباً وضع خاتم الزواج في (ساندويتش دجاج)، وقدَّمه لإحدى الفتيات التي طلبت وجبه (تشيز برجر)، لتصدم بطلب يدها بهذه الطريقة (الرومانسية الفريدة)!
الفتاة (تفاجأت) بالأمر، وصدمت وهي ترى الخاتم مثبتاً على الساندويتش من الأعلى، وسط صيحات الحضور وتصفيقهم, وطلبهم موافقتها على الارتباط بالشاب!
بعد نجاح الصحيفة في تعريب هذا الخبر (الرومانسي) القادم من الغرب، وجعل القراء و(القارئات تحديداً) يعيشون لحظات حالمة، على أمل أن (الدنيا لسى بخير), صعقت الصحيفة قراءها بخبر آخر، بجوار الخبر الأول، ولكنه هذه المرة (عربي بامتياز)؟!
إنه خبر مصرع فتاة على يد صديقتها عن طريق الخطأ، عبر رابط لمقطع فيديو لفتاة من (جنسية عربية) قتلت صديقتها بصاعق كهربائي، عندما كانت تداعبها بلسعات الكهرباء، لتقفز الأخرى من النافذة المفتوحة وتموت فوراً، بغض النظر عن مصداقية (مقطع الفيديو)، أو فبركته، بحسب تعليقات بعض القراء!
هذا الأمر يطرح تساؤلاً مهماً: هل نحن في الصحافة العربية لم نعد نعتاش أو نرتزق، إلا على (أخبار القتل) والدمار، ومشاهد الدم؟! ألم يعد لدينا أخبار لطيفة؟!
وهنا بالمناسبة لعل من (اللطيف أيضاً) أن أعتذر للصديق العزيز (جاسر الجاسر) لورود لفظ (نرتزق) وارتباطه بأخبار الصحافة البايتة، وذلك لحساسية (طلب الرزق هذه الأيام)؟!
طبعاً الحق يُقال، ثقافة الاعتذار تعلّمتها من (رئيسي الأصلع الوسيم) أبي عبد الله، فقد قضيت عاماً كاملاً وأنا (أحد المرتزقة) تحت إدارته، ولم أشعر يوماً بضنك العيش أو ضيق (الرزق)، فالرجل للأمانة كان لطيفاً ودوداً كريماً، كان ليّن الجانب حسن المعشر، طيّب السريرة!
سافرت معه ذات مرة إلى جدة طلباً للرزق وسعياً في مناكب الأرض، فاحتدم النقاش بين بعضهم فسمعته يقول:
إِياكَ مِن زَلل اللِسان فَإِنَّما
عَقل الفَتى في لَفظِهِ المَسموع
وَالمَرء يَختبر الإِناء بِنَقره
لِيَرى الصَحيح بِهِ مِن المَصدوع!
قاتل الله الرئاسة وبريق كراسي (الشهرة) المنهي عن الجلوس عليها، وسامح الله صاحب الخبرين أعلاه، فالحرص على طلب الرزق جعله لا يفرق ما يقدم (الأكثر قتلاً.. أم الأكثر رومانسية)!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com
