هذا الكتاب يعتبر النتاج الأول لأخي القدير الأستاذ عبدالخالق بن سلامة الرحيلي الذي هو باكورة إنتاجه العلمي، وهو بصدد إصدار كتب أخرى جديدة في القريب العاجل بمشيئة الله كما ذكر لي ذلك، فهذا النتاج جهد مقدر لحصاد مميز، حيث قام بدراسة تاريخ ومعالم قرية بئر الروحاء دراسة ميدانية شاملة هجرها على نحو لم يسبقه أحد (1) .

ويقول الباحث إن كل من ذكر الروحاء في المصادر التاريخية لم يتحدث عنها بشكل مفصل بل مر عليها مرور الكرام حتى من تحدث عن غزوة بدر الكبرى أو رسموا الطرق الموصلة لها، لذا رأيت أن أقوم بهذه الدراسة الميدانية لقرية بئر الروحاء وهجرها، معتمداً على أكثر من تسعين مصدراً بالإضافة إلى الروايات الشفهية من أهالي الروحاء وهجرها (2).

فصعوبة البحث تكمن في تحديد الموضع حيث أقوال البلدانيين والجغرافيين والرحالة في بئر الروحاء لأنه يوجد أكثر من روحاء في منطقة المدينة المنورة والجزيرة العربية وخارجها في الوطن العربي وغيره وهذا ما حمل الأستاذ عبد الخالق لإيضاحه بالدلائل من خلال دراسته التي قدمها مبيناً للقارئ الكريم المؤتلف والمختلف في الروحاء ومواقعها، ومحدداً لموقع قرية بئر الروحاء بالمصادر من خلال السيرة النبوية وكتب السير والتراجم والأخبار والمواضع وغيرها.

إن مثل هذا الكتاب له أهمية في معرفة المواضع التاريخية والمسميات والفصل بينها وغير ذلك.

وقد وقف الباحث بحثه إلى عدة محاور هي (3) :

المحور الأول: الموقع الجغرافي.

المحور الثاني: فضائل الروحاء في الأحاديث النبوية.

المحور الثالث: أحداث الروحاء وأخبارها.

المحور الرابع: المساجد ومواضع المياه والمزارع.

المحور الخامس: أشعار قيلت في الروحاء.

المحور السادس: المنازل والقبور.

المحور السابع: أشهر القرى والمواضع التابعة إدارياً للروحاء.

وبهذا رسم لنا الباحث خطة عمله وأخرجه في ثوب فضفاض مميز أوضح لنا القيمة التاريخية لقرية بئر الروحاء وأنها محطة عامرة وأراض خصبة قريبة من المدينة المنورة (4)، وتعتبر مرفأ سياحياً قريباً من طيبة الطيبة كانت ممراً لقوافل الحجيج ولا زالت آثارهم بها.

وفي الختام أورد ملحقاً للصور وقد اعتمد الباحث على قائمة من المصادر والمراجع التاريخية قديماً وحديثاً حتى أنه رجع لمصادر تاريخية أجنبية مترجمة، وهذا يدل على حرص المؤلف على خروج كتابه بهذا العمل المميز، وتقبلوا تحياتي.

(1) أبو إياد عبدالخالق بن سلامة الرحيلي، الروحاء تاريخ ومعالم (الطبعة الأولى: 1434هـ،2013م)، ص5.

(2) المرجع نفسه، ص 5- 7.

(3) المرجع نفسه، ص 9- 18.

(4) المرجع نفسه، ص 81.