يروى أن أحد الهامشيين نثراً وشعراً كان يرى بنفسه ما لا يراه الناس، فقد كان يظن أنه كاتب عظيم وشاعر أكثر عظمة، ومما يروى أن سبب توهّمه هذا يعود إلى أن أحد أقاربه كان على درجة جيدة من التميز في مجال ما وأن قربه من هذه الشخصية أوهمه أنه ربما اصبح كذلك أو أن تميز قريبه قد خلق في جينات العائلة.
وقد كان يرى بجهل مركب وغباء متمكن أن أساتذته وكل من حوله أقل منه فكراً ووعياً وادراكاً وحصافة، وبعد نظر، وقد ظننت ان من روى ذلك كان متحاملاً او حاسداً أو ممن كان بينه وبين المعنيّ خلاف دفعه إلى إلباسه من الصفات ما يوجب عدم متابعته، وقد طلبت من الراوي تزويدي بنماذج من كتاباته وابياته وكم كانت دهشتي كبيرة وأنا أقرأ ما لا يمكن ان يقبل كمحاولات فاشلة فضلاً عن نشره وتدوينه.
وفي الزمن الرديء يقفز عدد من السطحيين إلى السطح لتوفر الخواء بداخلهم وعدم وجود الناقد المنصف الذي يُحسب لرأيه حساب يجعل غير المتخصص يدرك ان هذا الضحل ليس سوى فقاعة لا ثقل لها وليس بداخلها سوى الهواء والخواء، وقد مُنح بغفلة من الزمن موقع زاد وهمه وهماً وغروره غروراً وأصبح الجاهلون من أمثاله يستشهدون برأيه في قضايا أدبية لا يستحق أن يُؤخذ الرأي بها إلا ممن يستحقه عن علم ووعي وجدارة.
قارئي العزيز.. لا تشغل نفسك في البحث عمن يكون، فقد ثبت أن أمثاله كُثر.
fm3456@hotmail.comتويتر alimufadhi