يقول موقع (يوتيوب العالمي) إنه يتم تحميل نحو 100 ساعة من المقاطع المختلفة حول العالم في الدقيقة الواحدة!
طبعاً هذه مساحة (هائلة جداً)، وللأسف أن أكثر ما يتم تحميله أو استدعاؤه أو تبادله (باللغة العربية) هي مقاطع خادشة للحياء، بحسب تأكيدات قوقل وعدد من شركاء الخدمة، علماً بأن أكثر مستخدمي الموقع من العرب يعيشون في السعودية والإمارات ومصر..!
هناك محاولات عديدة تقوم بها مؤسسات رقابية وتربوية لمنع وحجب انتشار أي مقاطع (غير مناسبة)، وكما هو حال التقنية (لا يفلح الحجب) دوماً، لأن هناك مئات الروابط والمواقع المتجددة والمتغيِّرة التي يمكن من خلالها الدخول ومشاهدة أي مقطع ونسخه ونشره أيضاً.. إذاً ما الحل؟!
تبقى التربية والتحصين (الأصل والأساس) لأنها ببساطة تعد الدعامة الصلبة التي يمكن الاعتماد عليها للوقوف في مواجهة الخطر المتغيِّر، لأن الاستثمار في جلب تقنيات المنع، وتجييش طواقم للحجب اليدوي والآلي، لم تعد من أدوات العصر النافعة في مواجهة (سرطان مقاطع الفيديو)، بكل تأكيد المنع من قبل جهات مثل (مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية) وغيرها خفف من التداول نسبياً، ولكنه لم يقض عليه تماماً!
وهنا يجب أن تلعب جهات أخرى دوراً في التثقيف، والإرشاد، وحقن جرعات تحصينية للأطفال قبل الشباب، لأن انخفاض معدل سن متداولي (مقاطع الـ +18) أصبح ملحوظاً، مع دخول التقنية وتوافرها في أيدي صغار السن، وهو ما يفاقم من خطر المشكلة!
لا بد أن ننظر للمشكلة بشجاعة، ونواجهها، ونعترف بها، ثم نتكاتف لحلِّها، بدلاً من الاعتماد على مجرد المنع وحده، وغض النظر!
يجب الإسراع في إدخال مناهج (التربية التقنية) إلى مدارس الأولاد والبنات ومن مراحل مبكرة، يجب أن نواجه شبابنا وبناتنا بما تحويه أجهزتهم ونقنعهم بالتخلص منها، وعدم استقبال المزيد من الرسائل!
أرجو أن تمتلك الشجاعة اللازمة وتنظر إلى روابط المقاطع التي في هاتفك أو التي تحويها رسائل الوات ساب وغيرها وتسأل نفسك: هل هي فعلاً تمثِّلك؟!
من هنا يجب أن تعمل لمواجهة الخطر؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com