اطلعت على ما نشرته (الجزيرة) في عددها 14862 يوم الجمعة 28 رجب 1434هـ وقرأت مقال رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك، فأقول أحسن عندما تحدث عن السوس الذي ينخر في جسد أمتنا، إن الشجرة الكبيرة المتماسكة، لا تضرها الرياح والأعاصير مهما كانت قوتها وشدتها، بقدر ما يضرها ويسقطها السوس الذي ينخر في وسطها وأعني بالشجرة المتماسكة (الإسلام) والرياح والأعاصير (اليهود والنصارى) والسوس (المبتدعة كحزب الشيطان في لبنان وأمثاله) وليس الشر محصوراً في هذا الحزب، فالأحزاب كثيرة، وأمثاله كثيرون، والفرق والجماعات الضالة، أخذت أشـكالاً وألواناً متعددة، ولن يتصدى لهذا السوس، ويكشف حقيقته إلا أهل العلم والبصيرة، وها هو الدكتور القرضاوي بعد عقود من الزمن، ومحاولات ودفاع عن ذلك الحزب الضال، ها هو يقول بملء فيه، حاولت، وحاولت ولكن ظهرت لي الحقيقة وسقط أمامي القناع عن وجه ذلك الحزب الشيطاني وندمت على ما مضى، وها أنا اعترف أن علماء السعودية الكبار (عبدالعزيز آل الشيخ، صالح الفوزان، صالح اللحيدان) وغيرهم كانوا أعمق مني إدراكاً، وأبعد نظراً.. إلخ كلامه، ورجوعه للحق فضيلة، وإن كان متأخراً جداً، ولكن السؤال هل الشر في أمتنا محصور في هذا الحزب، أو أنه مثال لأحزاب أخرى، وهل سنلدغ مرة ثانية، من كل من جعل القضية الفلسطينية، قضيته لكسب أصوات وجماهير الناس، وهل كل من نادى للجهاد ضد الصهاينة، صادق في جهاده، أسئلة كثيرة، لقد أثبتت لنا الأيام، وتحدثت الأحداث أن علماء السعودية كانوا أهل علم وبصيرة، مع أنهم لم يطوفوا الأمصار، ولا جابوا الديار، وها هم اليوم وكل يوم يحذّرون من الفرق الباطنية الضالة، وما تحذيراتهم من حزب الشيطان، منذ ظهوره إلا لأنهم قرأوا التاريخ، وأن سنن الله لا تتغيَّر ولا تتبدَّل وهم في هذا، متبعون لسلفنا الصالح، حيث كانت وصاياهم في التحذير من الفرق الضالة، والتلوّن في الدين، لقد حذَّر علماؤنا الأجلاء في المملكة من خطر الفرق الضالة وسلفهم في ذلك، أئمة الإسلام السابقين، حيث روي عن ابن مسعود أنه زار حذيفة بن اليمان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه وقال أوصني فقال حذيفة : (إن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر، وتنكر ما كنت تعرف، وإياك والتلوّن في الدين)، وعن الفضيل أنه قال (أحب أن يكون بيني وبين المبتدع حصن من حديد) ونقل عن أحدهم أنه قال (لئن أجاور يهودياً ونصرانياً أحب إلي من أن يجورني صاحب هوى يمرض قلبي)، إن هذه الآثار العظيمة مما درسها علماء المملكة وفهموها غاية الفهم، واعتقدوا، أن الألقاب مهما كانت فإنها لا تغني من الحق شيئاً، ولذلك كانوا على علم وحذر من المد الصفوي، والخطر الشيعي المسمى (بحزب الله)، لقد ضلّل حزب الشيطان كثيراً من الجماعات الإسلامية، فصدقوه ومدحوه، بل دافعوا عنه، كما صرح بذلك الدكتور يوسف القرضاوي وأنه أمضى سنين يحاول فيها الجمع بين الشيعة والسنة، وأنى له ذلك، لأنه لا يمكن أن يجتمع الحق والباطل، ولا الظلمات والنور، ولا الظل ولا الحرور.
فهد التويجري - المدير العام المساعد لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة القصيم