هل يستطيع أي شخص أن يصبح ثرياً جديداً في مجتمعنا اليوم ؟! أم أنّ إقامة وابتكار أي مشاريع ناجحة وجديدة ( تقود للثراء)، تظل حكراً على أبناء الأثرياء فقط؟!.
دائماً ما أفكر: هل لازال هناك فرص للنجاح بيننا لم تكتشف بعد؟! أيمكن لشخص لا يملك ثروة، أو من عائلة متوسطة أن يكرر قصص نجاح مشابهة (لأثرياء السعودية المعروفين) ؟!.
سألت الشيخ سليمان الراجحي في لقاء سابق: هل يمكن أن تتكرر قصة نجاحك مع أجيال سعودية جديدة، فقال لكل مجتهد نصيب والتوفيق بيد رب العالمين، وأنا أعيد طرح السؤال هنا مرة أخرى: هل يمكن أن تتكرر قصص نجاح أثرياء السعودية مثل الراجحي والجميح والغزالي .. الخ مع تضاؤل الفرص، وتغير طبيعة الحياة، والتطوُّر التقني والمعرفي الهائل الذي نعيشه، والذي يعرف معه المستهلك تكلفة تصنيع المنتج بالتفصيل؟!.
بكل تأكيد ( زمن المعجزات ولّى)، والفرص التي استغلّها هؤلاء حتى أصبحوا أثرياء من الصعب تكرارها، ولكن لا أحد يقول إننا نعيش في زمن لا تتحقق فيه الأحلام، نحن لسنا أكثر عدداً من الهند التي تولد فيها الفرص كل يوم، ولسنا أكثر مصانع وشركات من الصين التي لازالت أسرها الثرية تتكاثر يوماً بعد آخر!.
من حق أي شاب سعودي أن يحلم بالثراء، حتى لو لم يكن من عائلة ثرية، وأنا أجزم أنه يمكنه تحقيق ذلك الحلم، بشيء من الاجتهاد، والذكاء والحذر، والاتزان، في مجتمعنا لازالت فرص العمل والكسب متنوّعة، والنجاح يلوح في الأفق لمن يطلبه بالتوكُّل على الله، بعيداً عن اليأس، وإيماناً بأنّ الله تكفّل بالرزق!.
أنا لا أنظر هنا، أو أذرّ الرماد في العيون ( لا سمح الله)، بل هي حقيقة يجب أن ينتفض لها العاطلون عن العمل قبل غيرهم، الأرض التي ينام عليها ( شبابنا) اليوم من الفراغ، ويئنون من الحاجة، هي ذاتها التي أنجبت الأثرياء السعوديين، بعد أن أخرجت لهم الغالي والنفيس لأنهم حرثوها بصدق!.
وهي ذاتها (أرض الأحلام) التي يسعى في مناكبها اليوم أكثر من (ثمانية ملايين) حالم بالثراء من خارجها؟!.
فمن يوقظ النائمين؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com