القيودُ كالمخاوف لا تعدو في الأغلب عن أن تكونَ أوهامًا
Limits like fears are often just and illusion
كذاجاءت العبارةُ منسوبةً إلى “مايكل جوردن” ونلمس صدقَها بالرغم من بعدنا عن تمثلها؛ فلا نحن كسرنا القيد ولا أزلنا المخاوف واستسلم معظمنا لإحباطاته الخاصة وهزائم أمته العامة وبات يفتش في دوائره عن عواملَ تثبطه وفي دفاتر الآخرين عما يثبت نظرية التآمر عليه وكأننا نهرب من الفعل إلى التقصير ومن رد الفعل نحو التبرير؛ فنستعيد صور العمالة والأعداء مبرزين راياتِ ابن سبأ وابن العلقمي والخميني وبلفور وهرتزل وسايكس بيكو ودوائر الصهيونية والإمبريالية وبوش وبوتين ونجاد ومن سار معهم أو سايرهم.
* * هؤلاء وغيرُهم هم المخاوفُ أو هم متكأُ العجز والعجزة وهم بذاتهم القيود التي تصنع الإعاقة وتمنع الإفاقة وتهيِّئ العقول لاسترخاء الوهم والوهن الذي يسلب ذاته وقومه إرادة الحياة وإدارة التغيير.
)) من نراهم أعداءً هم أبطالٌ في بيئاتهم وبين مناصريهم وقد وجدوا من يصدق بهم ويصفق لهم وربما صنعوا لهم تماثيل لن يضيرَها أن نراها بغير أعينهم ونقرأها بغير لغاتهم لينعكس على صفحات مياهنا الإقليمية والدولية أشباحُ رؤوس لم تستطع معانقة الأجساد فانفصل الشارعُ عن المشرِّع وجاء من فجواته ربيعٌ خريفيٌّ كما خرجت من مكوناته أرواح صدئةٌ لا تستجيب لاشتراطات التحدي.
* * اتفق المشروعان الصهيونيُّ والفارسيُّ على خوارطهم التوسعية لتحكم دولتاهم المنطقة بين النيل والفرات وما وراءهما أي أننا ساحةٌ لمعارك نفوذ عدوين تسند كلًا منهما قوةٌ كبرى.
* * لم نعمل ما يواجه هذين العدوين الشرسين فنِمنا ونمَوا وسدرنا وتصدروا وتحاربنا فاتحدوا، ورضينا لغةَ الإعلام المنددةَ والمهددةَ والمرددةَ فازدادوا قوةً على الأرض وتضاعفت إمكاناتُنا الافتراضية؛ فلم نرمِ إسرائيل في البحر ولم نستنقذ ثلاثَ جزرٍ من الصفويين وقريةً آمنةً مطمئنةً كان اسمُها “القصير” من ذيولهم.
* * الخوف قيدٌ يخلق الإحساس الواهم بالعجز ثم يدفع الواحد والمجموعَ للتفتيش عن عوامل تبرر له تراجعاته وانكساراته وتتجاهل أو تتحاشى محاسبة الذات “الفرديةِ والجمعيةِ” المسكونةِ بالقابلية “للاستعباد” كما مفهوم نظرية مالك بن نبي”.
* * ليس مطلوبًا من الفرس أن ينسَوا ثاراتهم ولا من يهود أن يحُلُّوا دولتهم ولا من الغرب والشرق أن يلغيَ مصالحه ولا منا أن نستمرئ الأفياءَ الهانئة، كما لن يقدمنا خطوةً واحدةً اكتشافُ أن هذا الحزب عميل وزعيمه طائفي وميليشياته متعصبة، ولو كنا في أحذيتهم- كما يعبر الخواجات- لصنعنا بعضَ ما يصنعون.
* * التطرف كينونةٌ اجتماعيةٌ تحقق توازنَ الحياة، وبمعطياته يتخلق دورٌ إيجابيٌّ لدفع الظلم ورفع الضيم ونصرةِ الكسير وتحرير الأرض وصيانة العرض، وقد وعينا من منطلقٍ ديني ونظرية اجتماعية وموقع جغرافي أن الأمم تتداعى علينا، ولو سقط نتنياهو لجاء شبيهه، وحين يهزم المشروع الفارسيُّ فلا يعني هذا نهايته والأمم دول والأيام تداول، ويبقى أن يرتسم الواقعُ والآتي مشروعًا بنائيًا لإعداد القوةِ القادرة على الصدع والردع.
* * الخوف هزيمة.
ibrturkia@gmail.comt :@abohtoon