قدمت إحدى الصحف اللبنانية 10 نصائح للزوجين، حتى يتجنبا (الحياة الزوجية المُمِّلة)، مستندة في نصائحها هذه إلى دراسة علمية حديثة!
اللافت في الدراسة وضعها سبباً تقنياً جديداً (لملل) الحياة الزوجية، واحتل المرتبة الثانية من بين أسباب الملل التي تؤدي للطلاق، وهو انشغال أحد الزوجين عن الآخر في (غرفة النوم) بإحدى وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، مثل (الواتس أب أو البلاك بيري أو تويتر) وغيرها، ليدمن عليها أحدهما، وتتكيف مع ساعته البيولوجية دون أن يشعر، حتى أنه يتناول (الآيباد المنزلي) أو جهاز هاتفه، ويبدأ لا إرادياً التواصل مع العالم الخارجي، أو التعرف على آخر الأخبار أو الصور أو التعليقات في هذا الوقت تحديداً، مهملاً الطرف الآخر دون أن يشعر وبشكل شبه يومي!
النفسانيون يعتقدون أن هذا نوع من الهروب (اللا إرادي) من أحد الزوجين، وشعوره بالملل وعدم التجديد من الطرف الآخر، فيما آخرون ينظرون للمسألة من باب تطور التقنية (غير المنضبط) لا أكثر، الذي جاء نتيجة السماح لها بدخول حياتنا دون تقنين!
في كل الأحوال يبقى الانشغال بوسائل التواصل الاجتماعي أثناء التواجد بين وسط ما، ظاهرة مقيتة، سواء في العمل أو في المنزل، بل وصل الأمر عند قيادة البعض للسيارة، لتلاحظ أن هناك من يجاهد من أجل قراءة رسالة أو الرد عليها، وهو ما يسبب الكثير من الحوادث القاتلة.
البعض لم يعد لوجوده (وجهاً لوجه) أي أهمية، فهو لا يزودك برأي، أو يقدم لك مشورة، بل إنك تتناقش معه في أمر مهم، ليرمقك بعين وهو منشغل في جهازه يتحدث ويناقش آخرين، لتجد أن من المناسب الدخول معه في حوار عبر وسائط التواصل.
يبدو أن خطر الملل لا يهدد العلاقات الزوجية وحدها، بل هو يصيب المجتمع برمته نتيجة التعامل والفهم الخاطئ لدور وسائل التواصل الاجتماعي!
ربما يأتي يوم لن نقول لمن حضر هذا (فلان بن فلان)، بل سنقول هو صاحب الكود كذا وكذا)، إنه نشط ويستحق المتابعة، ضيفوه يستاهل ولدنا!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com