عقل الإنسان من أعظم نعم الله عليه..
له خاصة النمو..، وقدرة الإدراك.., وسعة الاستيعاب..,
يتسع للمقارنة ..والتأويل ..والقياس ..
يرقى، ويكبر.., يزهو .., ويزدهر..
لكن، يحدث هذا في البيئة النقية، والفضاءات المجنحة..
فعقل الإنسان تعطله القتَـرة..
والطحالب.. والطمي.., والنتن, والعفونة..
يكبله القيد، وحبس الهواء..
يمرضه سوء الغذاء.. وشح الدواء..
وصد النور، وغلق النوافذ.., وتعطيل المنافذ..
العقل خامة عبقرية لقدرة الله تعالى في الإنسان ..
جعله مصدر الفعل، ومنطلق النية، ...
وربط به التكليف.., ورفع بدونه الأحكام..
ترى في العالم العربي .., وبين مسلمي الأُمّة راهناً ..,
ما الذي سيؤول إليه عقل الإنسان الناشئ ..,
في واقع التلوُّث العام الذي يعتري بيئاته..؟..
يضيق على مصادر نموه،...
يحيط هواءه باختناق ..
ويكنفه بظُلام..؟
بكل ما تفرزه هذه البيئات من قصور تام في أقنية، وجداول إمداداته الخالية من النقاء..,
المجرّدة من الرؤية....؟.. المليئة بالأمراض الفكرية الكثيرة.., ..وبالعبث الخانق لفضاءاته الرحبة.., وبالتلوُّث في مصادر غذائه على نحو شامل .., وكثيف..؟
ترى كيف ستؤسّس عقول الناشئة .., وتنمو.., وتنتج .., وتعمر.., وتزهر....؟؟
والحال على ما هي عليه أجواء واقع الحياة التي تولد فيها..,
في هذه المجتمعات المضطربة، المتنافرة،..؟؟
وقد وهنت أُمتها كما هي الحقيقة..
وكما الشتات يعتريها .., فإنه يدفعها للتردِّي أكثر.. !؟..
ويد واحدة لا يصفق كفُّها أبداً...
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855