|
كتب- عماد آل مكين:
اعتبره المشاهدون المختصون في الفنون خلطاً في مفاهيم الفنون ببعضها البعض، ذلك فيما قامت به مؤسسة تحمل عنوان (آمين) سعودية التشكيل، بتقديم عدد من مسلسلات النقد الاجتماعي في مهرجان فينيسيا العالمي أنتجها شباب سعوديون على الإنترنت على أنها أعمال فن فيديو، بل وأدرجت أسماء هؤلاء الممثلين في كتيب المعرض على أنهم فنانون تشكيليون.
ولتكتمل الصورة قامت المؤسسة بتصنيع شعار أحد هذه المسلسلات من أضواء النيون وعرضه كعمل فني من بين الأعمال. هذا اللبس بين مفهوم فن الفيديو باعتباره أحد أنواع الفنون البصرية ومفهوم صناعة الأفلام والمسلسلات باعتبارها أحد أنواع الاتصال المرئي والمسموع أوقع الزوار في حيرة دفعتهم للتساؤل عن رسالة هذه الأعمال ومن أين تبدأ ولماذا لا تنتهي.
فحلقات كل من مسلسل ( خمبلة وتكّي ) المتعددة كانت تدور باستمرار طوال ساعات المعرض وقد خصص لها منصة فرشت بأثاث شعبي وزينت بآلة العود الموسيقية كان أحد الأشخاص يتحف الجمهور في بعض الأحيان بعزف مقطوعات ارتجالية تجعل المشاهد يشعر أنه في (استراحة العيال).
إن مقارنة مسلسل اجتماعي بعمل فني فيديو شبيه بمحاولة مقارنة صفحة من دفتر واجب القراءة بصفحة من كراس الرسم بحجة أن كليهما منفذ بقلم الرصاص، فاشتراك المنتجين في نوعية الوسيط التعبيري لا يعني تشابههما في النوع والفئة.
لن نطيل على القراء الكرام التعليق على هذا الأمر، ولكننا نود فقط الإشارة إلى أن حسن النية والرغبة الصادقة في دعم الشباب الموهوبين في مجالات متعددة لا تبرر الوقوع في مثل هذه الغلطة. بل إنها وضعت مرتكبها في موقف لا يحسد عليه، فلو افترضنا أنه يعلم الفرق بين فن الفيديو وفن صناعة الأفلام والمسلسلات فإن الزجّ بهذه المسلسلات في معرض فن تشكيلي ما هو إلا استخفاف بعقل المشاهد وإيهامه بأنها شيء مختلف عن حقيقتها، أما لو افترضنا عدم وضوح الفرق بين النوعين، فإن المشكلة أكبر لأن مؤسسة آمين الفنية قد نصّبت نفسها راعية رسمية لهذه الأعمال وتكبدت عناء طباعة شعار شركة تلفاز 11 على كل مطبوعاتها كشريك لشركة آمين.
وفي كلا الحالين لم يتحقق الهدف من الدعم بل ظهرت الشراكة كمشروع تجاري بحت هدفه التسويق لمنتج تجاري وليس دعم رسالة فكرية ومواهب إبداعية من نوع خاص. وكان من الأفضل دعم هؤلاء الشباب بمساعدتهم على المشاركة في مهرجانات صناعة الأفلام المتخصصة كمهرجان دبي السينمائي وغيره.