منذ عام 1390هـ كانت خطة التنمية الأولى، حيث اهتمت الدولة اهتماماً بالغاً بوضع الخطط التنفيذية لكل مدينة ومحافظة وقرية وهجرة في المملكة وتابعت تنفيذ تلك الخطط وأنفقت البلايين في شق الطريق وسفلتتها وبناء الطرق السريعة وتأمينها وتوالت الخطط الخمسية للتنمية وتوالت مشروعات الطرق والجسور في جميع مدن المملكة وبذلت الدولة كل ما في وسعها لتطوير وتحديث كل شبر في أراضي المملكة حتى اكتملت البنية التحتية وما زالت هذه المشروعات والتنمية مستمرة.

ولم نكن نسمع عن أي تجاوزات أو مخالفات في الإنشاءات أو أي تسيب في أموال الدولة حتى تم إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) قبل سنتين بتوجيه من قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين لحرصه التام على المحافظة على أموال الدولة وعدم إنفاقها إلا في الأوجه الصحيحة من أجل بناء الوطن السعودي وتنميته وخدمته إدارياً ومالياً والتي اكتشفت أشياء لم يكن من المتوقع أن تحدث عندنا في مملكتنا الحبيبة فاكتشفت مناقصات وهمية وصكوك مزورة وأراضي مغتصبة.

ولا شك أن هذا لقلة الوازع الديني وعدم وجود الضمير مما أدى بالبعض إلى الطمع والدخول في متاهات الرشوة، فأصبحنا نسمع عن تلك التجاوزات التي اكتشفتها (نزاهة) وما زلت تكتشف.

وكما قال قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله - أعزه الله وأطال في عمره - إن الأمانة انتقلت مني إلى المسؤولين من وزراء ومسؤولين وهو دائماً يكرر هذا القول وأن عليهم مراعاة الله وحفظ أموال الدولة وأن لا تصرف إلا في مكانها، وللأسف نسمع ونقرأ عما تكتشفه (نزاهة) أشياء لم تكن حتى نتصور أنها موجودة عندنا عندما كان هناك رجال مخلصون أجلاء يؤدون الأمانة على وجهها ويراعون الله في أموال الدولة التي وكلوا بصرفها للصالح العام.

حمى الله الوطن من كل من يريد به السوء وحمى رجاله الشرفاء الذين يراعون الله في صرف أموال الدولة في محلها وترشيد المواطن وتوعية لكيفية الوصول للخدمات الحكومية فلا يقع ضحية الإهمال أو التأخير وتقديم إنجازات ملموسة في مراجعة الأنظمة وتحديثها ومراجعة اللوائح والإجراءات.

إن هذه التجربة سوف تقضي على الفساد المالي والإداري وسوف تسهم في مراجعة الأنظمة والقوانين لإعادة صياغة العقود التي تسمح بتسرب المال العام وتقدم إنجازات تثلج قلوب الملايين من المواطنين الشرفاء، أعان الله هذه الهيئة على الاستمرار وتحقيق تنمية بلادنا، وعلينا جميعاً أن ندعم توجهات هذه الهيئة في القضاء على الفساد وعلى العابثين في أموال الدولة وأن لا نسكت على أي تجاوزات مالية وإدارية، وكما قال معالي رئيس هذه الهيئة انهم يتلقون يومياً ما لا يقل عن مائة بلاغ والله من وراء القصد.