الأمن هو المرتكز والأهمّ في تَقدُّم ونهضة الأمم وفي هذا الوطن العزيز المملكة العربيَّة السعوديَّة حظى الأمن باهتمام وكان من أولويات المؤسس لهذا الكيان الملك عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- فكان هاجسه الأول ومدار اهتمامه وقد انطلق في ذلك مما جاء في كتاب الله وسنَّة رسوله عليه الصَّلاة والسَّلام وسيرة الخلفاء الراشدين، حيث جعل ذلك نبراسًا يستضيء به عند تأسيس هذا الكيان وقد علم الله صدق نيته وتحقَّق له ما أراد وساد الأمن والاستقرار أرجاء الوطن فراح النَّاس يسعون في معايشهم ومصالحهم وكان في أولوياته -رحمه الله- تأمين طريق الحجِّ إلى بيت الله الحرام ومسجد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فحصل ذلك ووفد النَّاس إلى المملكة زرافات ووحدانًا يؤدون مناسك الحجِّ والعمرة في اطمئنان وراحة وقد تحقَّق لهم ما أرادو ولا زال الأمر وسيستمرّ إن شاء الله إلى أن يرث الأرض ومن عليها. وطننا الحبيب تعرض في سنوات ماضية للإرهاب واكتوى بناره ولكن بفضل الله، ثمَّ بحسن القيادة تَمَّ طوي تلك الصفحة بما تضمنت من أحداث مؤلمة، التي لن تعود بمشيئة الله.
الجميع لا ينسى ولن ينسى تلك الجهود المخلصة والمواقف المضيئة في تاريخ الوطن التي عالجها بحنكة وحكمة رجل الأمن الأول: نايف بن عبد العزيز غفر الله له وأسكنه فسيح جنَّاته، فكانت جهوده وحرصه واهتمامه على مستوى العالم حيث كان هاجسه الأول أمن المواطن والمقيم في هذه البلاد المترامية الأطراف استمرارًا لذلك النهج الذي وضع قواعده المؤسس لهذا الكيان وأكَّد عليه قادة الوطن من أبناء المؤسس رحم الله الأموات وحفظ الأحياء من كل سوء ومكروه.
غادر نايف بن عبد العزيز هذه الدُّنْيَا وهذا أمر الله ولا راد لقضائه وقدره والوطن، بل العالم أجمع بأمس الحاجة إلى من هو في عقلية ومعرفة وإدراك رجل الأمن الأول نايف بن عبد العزيز، فرحمه الله وجزاه عن الوطن والمواطنين خير الجزاء.
وعزاؤنا أن يتقلّد مهام الأمن والأمان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزيرًا للداخليَّة بتوجيه كريم وثقة غالية من القيادة الرشيدة لخادم الحرمَيْن الشريفَيْن الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله.
سمو الأمير محمد لم يكن بعيدًا عن كل ما يتعلّق بالأمن والأمان في هذا الوطن، فقد عاش بقرب والده نايف بن عبد العزيز رجل الأمن والأمان، حيث أسهم بما لديه من حكمة ومعرفة في تجاوز الوطن لتلك المواقف التي عاشها في الأحداث الإرهابيَّة، التي مرَّت قبل سنوات وبحمد الله تَمَّ تجاوزها ومعالجة كل الأسباب التي أدَّت إلى وجودها ولا زالت العناية مستمرة من خلال المتابعة ليس على مستوى الوطن فقط، بل حتَّى على مستوى العالِمَ لا سيما وأن العالم أصبح بوقتنا الحاضر قرية واحدة من خلال الإعلام بأنواعه وقنوات التواصل الاجتماعي بِكلِّ معطياتها.
وسمو الأمير محمد بن نايف وهو يحمل همّ الأمن والأمان في هذا الوطن يستحقُّ من الجميع الدُّعاء بالتوفيق وأن تكلَّل جهوده بالنجاح يشد من عضده رجال الأمن الأوفياء في كافة قطاعاتهم العسكريَّة والذين ندعو الله أن يرزقهم الإخلاص في القول والعمل فنجاحاتهم في القضاء على الجريمة وفي القبض على المجرمين وسام شرف على صدورهم ويبقى دور المواطن والمواطنة أن يضعا أيديهما في يد رجل الأمن، لأن الأمن مسؤولية الجميع وهذا الوطن المعطاء بخيراته وعطائه المتجدِّد وبقيادته الحكيمة يستحقُّ من الجميع كل جهد مخلص لأن الأعداء كثر وكل ذي نعمة محسود.
الأمير محمد بن نايف هو مهندس مناصحة الموقوفين ذلك العطاء الذي أثمر ثمارًا يانعة وأدَّى إلى عودة كثير ممَّن ابتلوا بتلك الأفكار المنحرفة، فقد عادوا بفضل الله، ثمَّ بجهود تلك الكفاءات المتميزة في برنامج المناصحة، فقد عادوا إلى جادة الصَّوَاب وتَمَّ تأهيلهم لعودتهم إلى حياتهم الطبيعيَّة وأن يصبحوا أعضاء عاملين نافعين لدينهم ووطنهم بدل أن يكونوا عوامل هدم وشر.
شكرًا لكم سمو سيدي محمد بن نايف بن عبد العزيز على حرصكم واهتمامكم وتفانيكم في تحقيق الأمن والأمان لإِنسان هذا الوطن في خضم هذه الأحداث المؤلمة التي نشاهدها ونسمع عنها ونراها في هذا العالم الذي يموج بالفتن والأحداث المضطربة بسبب عدم الاستقرار وفقدان تلك الشُّعوب لكثير من المقوِّمات التي نحظى بها في هذا الوطن ومن أهم ذلك إقامة الحدود وفق شرع الله المطهر التي تتميز بها بلادنا بين دول العالم.
توجيهاتكم الصائبة سمو سيدي الأمير محمد في محاربة داء المخدرات هذا الوباء الفتاك والذي يقصد منه الأعداء تدمير إِنسان هذا الوطن ولكن بحول الله، ثمَّ توجيهاتكم السديدة ويقظة رجال الأمن بكافة قطاعاتهم وخصوصًا رجال مكافحة المخدرات وحرس الحدود لن يفلح أولئك الأعداء لتحقيق مآربهم ولا ننسى دور المواطن والمواطنة في التعاون مع الجهات الأمنيَّة. كل ذلك سيكون له أكبر الأثر بحول الله في صد هذه الهجمة الشرسة من قبل مروجي المخدرات خابوا وخسروا.
ومما يثلج الصَّدر أيضًا توجيه سموكم الكريم للجهات المختصة في إدارات المرور بالقضاء على التفحيط، هذه الفعلة المشينة التي عمد إليها كثير من الشباب وأدَّت إلى عواقب وخيمة وخسائر في الأرواح والممتلكات وقد اطمأن النَّاس وارتاحوا لتوجيهاتكم الكريمة في هذا الشأن نظرًا للمعاناة التي كان يعيشها الجميع بسبب التفحيط وما يحيط به من أمور لا تسر.
اسأل الله أن يعينكم ويسدِّد خطاكم ويحفظكم من كل سوء ومكروه في ظلِّ القيادة الحكيمة لخادم الحرمَيْن الشريفَيْن الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز حفظهما الله.
fso0oly2011@hotmail.comإمام و خطيب جامع المزروع وعضو الدعوة - محافظة الرس