أثبت قرار تدريبه للهلال أن سامي الجابر محرك كبير وفاعل للإعلام الرياضي السعودي، وأنه النجم الوحيد الذي يستقطب الإعلام بمختلف ميوله، وهو النجم الوحيد الذي (يضغط) الإعلاميين أكثر مما يضغطونه رغم الأكثرية غير الهلالية في وسائل الإعلام الرياضي!
ورغم أن هذه الأكثرية سبق وأن خسرت معاركها الإعلامية ضد سامي مهاجم الهلال والمنتخب الوطني الذي كان يتصدى لتلك المعارك في الملاعب بثقة الكبار، إلا أن هذه الأكثرية عادت مع توقيع سامي عقد تدريب الهلال لتنال منه حتى أن أحدهم بعدما انتهى من التهكم بتاريخ سامي اللاعب والإداري قال «سنتابعك كمدرب فلا تخذلنا»، وجاءه الرد من أحد القراء.. «سينجح ويخذلك إن شاء الله»!
هؤلاء جن جنونهم عندما وقَّع سامي عقد تدريب الفريق الهلالي فعملوا على إحباطه قبل أن يبدأ، وشككوا في نجاحه واختلقوا قصص الاختلاف مع عدد من لاعبيه في مقدمتهم قائد الفريق ياسر القحطاني، لكن هذه الحملات الإعلامية أسعدت الهلاليين لأنها ستخدم سامي في مشواره التدريبي، فهو يعرف أسرارها وخلفياتها وستزيده إصراراً على تهيئة كل الظروف التي تساعده على تحقيق النجاح بتوفيق الله.
والواضح تماماً من ردة فعل هؤلاء أن لديهم ثقة بأن الجابر مؤهل ويملك مقومات النجاح متى ما تعاون معه اللاعبون والإدارة، لكنهم ليسوا على استعداد لتحمل نجاحه كمدرب، وهم الذين لم يصدقوا أنه اعتزل اللعب فكان لزاماً عليهم أن يبدؤوا حملتهم قبل أن يبدأ معسكره !
موقفهم موحد وثابت حتى وسامي يعلن عن ميلاد أول مدرب وطني محترف يفتح آفاقاً أرحب ويضع له بصمة في مسيرة المدربين الوطنيين مثلما وضع بصمته كلاعب عاشت معه الكرة السعودية ومع أبناء جيله المتعة والإثارة والنتائج التي توجوها بالخليجية التي استعصت على الجيل الذي سبقهم والتفرد باللعب في نهائيات كأس العالم أربع مرات!
هؤلاء هم من (بعض) كبار السن من الإعلاميين وهم على قسمين..
القسم الأول لا يروق له سامي الجابر اللاعب الذي قاد الهلال لعشرات البطولات وحجب الفرص عن كثير من الفرق المفضلة لديهم!
والقسم الثاني يمثله عدد من إعلاميي الفريق النصراوي ممن (نكد) عليهم سامي بقيادته لمرحلة السيطرة الهلالية على مباريات النصر وقبلها كانوا قد عاشوا - وهنا بيت القصيد - مرارة اللحظة قبل حوالي عشرين عاماً، تلك اللحظة التي يرون أن الجابر تمرد فيها عندما علق (فانيلة) النجم الكبير الكابتن ماجد عبد الله وعجل باعتزاله وانطلق بالرقم (9) من المحلية إلى العالمية، مع أن الحدث كان طبيعياً فهذه سنة الحياة والكابتن ماجد أدى دوره بكل التألق والإبداع وترك سمعة طيبة وذكراه لا تزال تتردد بكل التقدير والاحترام، لكن يبدو أن كل هذا الذي حققه الكابتن ماجد لم يغنهم عن مطاردة الجابر الذي يدفع - إعلامياً- إلى اليوم ثمن ما حدث في ذلك اليوم، ولهذا على سامي أن ينتهج سياسة (تطنيش) إعلامية تجعل مثل هذه النوعية من الإعلاميين في واد وهو في واد آخر يتفرغ فيه لصناعة الفريق المنتج الممتع إن شاء الله!
سامي في عيون الخبراء!
وبعيداً عن كل تلك التعاملات الإعلامية المتعصبة، فإن ما يهم وما يستحق الوقوف عنده هي الرؤى الفنية الخبيرة، ففي حديثه لجريدة الاقتصادية يقول السيد جيريتس (في الموسم والنصف التي قضيتها مع الهلال كان سامي الجابر يقدم العديد من النصائح الفنية، والتي كانت في محلها ومن خلالها حقق الفريق نتائج جيدة أشاد بها الجميع، سامي رجل عملي من الدرجة الأولى ويجتهد لتطوير نفسه بشكل مستمر وسينجح لأنه يحب النجاح والانتصار، وفي الوقت نفسه يكره الفشل والخيبة ولديه طموح نحو الوصول للنجاح والمجد. أنا متأكد تماماً من أنه سينجح في عمله بل أراهن على نجاحه في قيادة الهلال فنياً وأن الفريق سيقدم معه مستويات عالية وبالتالي سيواصل تحقيق البطولات إذا توافرت له عوامل النجاح. فكرة القدم الحديثة لا تعتمد على الخطط التدريبية فقط وإنما تحتاج لمنظومة عمل خارج الملعب قبل أن يكون داخله، زرع الانضباط بين اللاعبين وإخراج كل ما بداخلهم من إمكانات وروح من أجل الفريق، وهذا الأمر يكون من خلال جعل الفريق كأسرة واحدة يهمها النجاح فقط).
وفي رؤية أخرى خبيرة يقول الكاتب المرموق الأستاذ راشد الفوزان (يجب أن نقر أن أضلاع النجاح بكرة القدم هي إدارة كفؤة ومدرب متميز ولاعبون أجانب أكفاء مع المحليين وتوفر المال، وبهذه الأضلاع الأربعة تكون توفرت كل عوامل النجاح. ولا يعني تحقق النجاح لأن هناك آخرين أيضاً يعملون، وقد تصل لأقصى نجاح ولكن لا تحقق المنجز، وحصلت لنادٍ كبير كالبايرن موينخ بسنوات سابقة وحققها هذه السنة بثلاثية، لذلك لا يجب أن يتوقع أن سامي الجابر سيحقق النجاح دون أضلاع نجاح، وهذا مهم لكي ندرك أن كرة القدم صناعة واحتراف).
ملايين على ماذا؟
حاولت أن أجد مبرراً مقنعاً للصفقات الباهظة الثمن التي تعقد في وسطنا الكروي الذي لا يشهد أي تطور لا على المستوى الفردي للاعبين ولا على مستوى النتائج الجماعية للفرق والمنتخبات، واستغرب كيف تتداول كل هذه الملايين في أوساط أندية لم تحقق أي بطولة خارجية منذ تسع سنوات وتضع منتخب الوطن في المركز 108 في التصنيف الدولي ولا تنتج مواهب حقيقية تفكر وتخطط للمستقبل وتحافظ على تألقها لتحقق طموح شخصي كبير فالنجم الشاب بدون طموح أو بطموح تغتاله الملايين يكون كفقاعة الصابون!
المشكلة أن التنافس غير العقلاني كثيراً ما منح الصفقة قيمة مالية مبالغاً فيها، ثم أن تقييم الصفقات في بعض أنديتنا يتم من خلال الجهاز الإداري وليس الفني، والصفقة أحياناً تحقق رغبات جماهيرية أكثر مما تلبي حاجة فنية، والواضح أن في بعض أنديتنا ثروة يبددها سوء في التوزيع!
الحل هو في عقلانية أكبر تسود أنديتنا تقف عند حدود المليوني ريال عن كل موسم واهتمام أكبر بالفرق السنية، وعندما تتطور المستويات والنتائج وتجد أمامك لاعبين قيمتهم الفنية عالية لا تتردد في أن تقول نعم يستحقون فعلاً كل هذه الملايين !
اختار ولا تختار !
يمكن لمثل هذا الفريق أن يشارك في بطولة خارجية (من دون ترشيح) في حال..
« اعتذار المتأهلين من الملاعب عن المشاركة في البطولة مما يتيح الفرصة لتأهيله كالعادة من المكاتب!
« إقامة بطولة للأندية التي لم تفز ببطولة منذ 20 عاماً!
« تطور مستواه ونتائجه!
خبر الموسم!
يقول خبر الموسم.. النصر يعرض على نائب رئيس لجنة الحكام السابق إبراهيم العمر منصب مدير الكرة بالنادي .. وش بقى ما ظهر؟!