لا أظن أن الشباب الذين رقصوا في أحد أحياء بريدة، قد رقصوا عراة فعلاً. دعنا نقول إنهم رقصوا بلا فنايل، كما يفعل بعض لاعبي كرة القدم حينما يسجِّلون هدفاً. وفي الحالتين، هذا السلوك غير قانوني، ويعاقب مرتكبه العقوبة الملائمة.
في الحالة الأولى، يعاقب حكم المباراة اللاعب العقوبة الرادعة، والتي قد تصل إلى الطرد من الملعب، لكنه (أي الحكم) يدرك أن اللاعب لم يفعل هذا الفعل لكي يستفز حكم المباراة أو لكي «يورينا شعر صدره»، إنما لأنه غرق في الفرحة إلى درجة لم يتمكَّن فيها من ضبط أعصابه، وهذا السلوك في الغالب، هو سلوك لاعبي كرة القدم، الذين تأخذهم الفرحة كل مأخذ. وهذا لن يكون تبريراً له، كما لن يخفّف العقوبة عليه، وهي عقوبة رادعة له ولغيره ممن سيفكر أن يفعل مثله.
في الحالة الثانية، تعاقب الشرطة الشباب الذين ارتكبوا هذا الفعل الخادش للحياء، لكي تكون هذه العقوبة زجراً لهم وعبرة لغيرهم. وسوف لن تراعي الشرطة الحالة النفسية للشباب، ولماذا هم فعلوا ذلك، هل لأنهم مثل صاحبنا الذي سجَّل هدفاً في الثواني الأخيرة من الوقت الضائع، أم لأنهم مثل غيره؟!
كنت أتمنى، بدل هذه الضجة غير المبررة لهذا الحدث الذي يتكرّر في أوساط الشباب في العالم كله، أن نحتوي الموضوع بهدوء، وأن نعالجه أيضاً بهدوء، لكيلا يتحوَّل لظاهرة.
مثل كل عام، سأترككم على خير، حتى غرة شهر رمضان.