«إنه رئيس حزب الشيطان ونصر للطاغوت» بهذه الكلمات البليغة وصف فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي ما يسمى بحزب الله وأمينه العام حسن نصر الله، مضيفاً وهو يعبر عن سخطه من موقف هذا الحزب من الثورة السورية «لقد ناصرت حزب الله اللبناني وخاصمت من أجله علماء المملكة العربية السعودية، وقد تبين لي أني خدعت، وأني أقل نضجاً من علماء المملكة الذين كانوا يدركون حقيقة هذا الحزب».
* * *
وهكذا هم العلماء الكبار، يتراجعون عندما يتبين لهم أنهم في موقف (ما)كانوا على خطأ، فلا يجدون عندئذ حرجاً أو غضاضة بأن يعبروا عن موقفهم الجديد كما فعل الشيخ القرضاوي في موقفه من هذا الحزب ومن العلماء الأجلاء في المملكة العربية السعودية، فهذا هو منهج السلف الصالح وعلماء الأمة الأخيار، ونحسب -إن شاء الله- شيخنا يوسف القرضاوي هو من هؤلاء.
* * *
إن أي كلام عن علماء المملكة لا يمكن أن يبلغ أو يختصر هذه القيمة الكبيرة التي يتمتعون بها في بضع كلمات تقال عنهم، أو من خلال رأي لعالم واحد أو أكثر، حتى ولو كان هذا العالم بحجم فضيلة الشيخ القرضاوي، غير أن الشهادة عندما تصدر عن شخصية إسلامية ذات قبول وشهرة لدى المسلمين، فلا شك أنها تقدر وتثمن وينبغي أن يحتفى بها ويشاد بقائلها، وهكذا فقد أسعدنا أن تأتي الشهادة من الدكتور القرضاوي لتزيل من نفوسنا عتب المحب الذي ظل يسكن لبعض الوقت وجدان كل منا.
* * *
لقد سارع مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء سماحة الشيخ عبدالعزيزآل الشيخ إلى تثمين موقف الشيخ القرضاوي باعتباره موقفاً نبيلاً وليس غريباً منه، مضيفاً بأنه يذكره بمواقف كبار العلماء عبر التاريخ في رجوعهم إلى الحق متى ما استبانوا الموقف الحق، بعد أن أجلت الثورة السورية الحقيقة وبينت حقيقة حزب الشيطان وشيعته الذين استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله كما صرح بذلك الدكتور القرضاوي.
* * *
ولا شك أن المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز وإلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لا تستند في خدمة قضايا المسلمين إلى حسابات سياسية ضيقة -كما يقول سماحة المفتي- ولكنها تناصر القضايا العادلة في كل مكان، منطلقة في ذلك من العقيدة الإسلامية ومن الثوابت الإسلامية ومن مناصرة المظلومين، ومن مواقف غير مهادنة مع هذا الحزب الطائفي العميل الذي كشف عن وجهه القبيح، وكيف أنه يقف خنجراً في جسد المسلمين لصالح أعداء الأمة العربية والإسلامية، مما يجب أن يكون الموقف منه كما عبر عن ذلك سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ وفضيلة الشيخ يوسف القرضاوي.
* * *
كما أن المملكة بمقدساتها في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وحيث هي مهبط الوحي، وقبلة المسلمين، ومنبع الرسالة الإسلامية، وعلى ترابها ولد الرسول- صلى الله عليه وسلم- ودفن فيها أعظم خلق الله، وكذلك الأنبياء والرسل وأخيار الأمة، فقد أوجد هذا المناخ الإسلامي ظهور علماء أفاضل في المملكة يلتزمون بثوابت الإسلام، ويحظون بمحبة الناس في أمتهم ولدى دولهم باعتبارهم المرجعية التي يطمئنون إليها، ومن هنا فإن ما قاله الشيخ القرضاوي وما عبر عنه الشيخ عبدالعزيز يندرج ضمن ثقة المسلمين في الداخل والخارج بمكانة علماء المملكة وأنهم خيارهم عندما يكون هناك ما يستدعي الرجوع إلى من هم موضع الثقة من علماء المسلمين.