|
اطلعنا على خبر تمديد عقد الامتياز لشركة «سابتكو» مع الحكومة لمدة ثلاث سنوات اعتبارًا من 1 -7 -1434هـ، وتعليقي أنَّه يجدر بنا معرفة وتعريف عقد الامتياز، لمعرفة تبعاته والتزاماته، إيجابياته وسلبياته، فعقد الامتياز هو عقد تمنح بموجبه الدَّوْلة أو أحد أجهزتها لشخص ما من القطاع الخاص يسمى «صاحب الامتياز - أو الملتزم» حقًا دون سواه في إدارة المرفق العام واستغلاله وتمويله، لقاء الاستقلال بتبعاته المالية.
وهو «عقد دولة» ومن أعمال السيادة، وأحد الأساليب التي تُدار بها المرافق العامَّة.
ولقاء هذا الامتياز للشَّركة دون سواها في الاستئثار بتقديم خدمات النقل العام داخل المدن وخارجها، تقع تبعات على الشركة، لعلَّ من أهمها: توفير الخدمة بمستوى لائق وبسعر مناسب لجميع المدن، داخلها وخارجها.
وعليه فإنّها إن لم تُوفر الخدمة لسبب أو لآخر، كأن تكون غير قادرة على تغطية جميع المدن أو أن الخدمة داخل المدن غير ربحية في حين أنّها بين المدن ربحية، وبالتالي تتجه الشَّركة وبدافع أنَّها شركة تجاريَّة هدفها الربح لتغطية الخدمات في الخطوط الخارجيَّة والخطوط ذات الربحية فقط، فذلك لا يَتَّفق مع تبعات عقد الامتياز.
وهنا على الدَّوْلة إما إلزام الشَّركة بتغطية جميع خطوط الخدمة لجميع المواطنين والمدن، وبخاصَّة أن الشَّركة تتلقَّى دعمًا ماليًّا من الدَّوْلة لقاء هذا الامتياز، وإما على الأقل التَّفاهم مع الشَّركة بتحديد الخطوط غير المغطاة من الشَّركة لتفتحها للغير فيكون العقد بخصوص هذه الخطوط تنافسيًا مفتوحًا للسوق، لا عقد امتياز للشَّركة فقط.
ومن ناحية أخرى فلا شكَّ أن النقل العام له فوائده الجمّة من ذلك توفير البدائل المساندة للسيارة، وتخفيف الازدحام، وسبب للاستغناء عن امتلاك السَيَّارَة من قبل الجميع، وخفض لتكاليف المعيشة.
أما عن التعذر بعدم توفير الكثير من الخطوط داخل المدن بأنّها خطوط غير ربحية، فهو عذر لا يقبله المستفيد من الخدمة، ولا طبيعة الاتفاق بين الدَّوْلة والشَّركة بعقد الامتياز.
ويُفند ذلك ربحية سيَّارات النقل العام المسماة «بخط البلدة» داخل المدن.
وأختم بالمثال والسُّؤال التالي: بين مطار الرياض والمدينة قرابة الأربعين كيلاً، وأرخص سَيَّارَة أجرة بخمسين ريالاً، وخدمة النقل العام غير متوفرة، وجمهور المحتاجين إلى النقل العام بالآلاف، وأقلها إيصالهم إلى محطات محدَّدة داخل الرياض، وبعدها فليستقل سَيَّارَة أجرة أو ليأخذه ذووه، كم هو التوفير بِكلِّ شيء بهذا الخط الذي يربط المطار بالمدينة، فهل أن خُدم بباصات جيِّدة وبأوقات متكرِّرة في مواعيدها أو مع مواعيد وصول الطائرات، دون أن ينتظر الرَّاكب كثيرًا. هل هذا الخط غير ربحي؟! هل عوائده على الشَّركة والمواطن والبلد والمرور والبيئة غير متحققة؟!
هل نظامًا الشَّركة بعقد امتيازها مع الدَّوْلة ملزمة بتوفير هذه الخطوط خدمة للمستفيدين؟. آمل أن يكون الجواب واضحًا للجميع.
- المحامى والمستشار السابق بلجنة تسوية المنازعات المصرفية