عرف عن الذئب شراسته وحنكته وذكاؤه، وعرف عنه أيضًا أنّه لا يأكل الجيفة، بل وحتى إن صادف في طريقه مجموعة من الطرائد فهو يختار أسمنها وأكبرها، فهو لا يرضى بغنيمة سهلة المنال أو ملقاة على الأرض يسهل التقاطها والاكتفاء بها. والمتتبع لمسيرة (الخارج عن المألوف) الكابتن سامي الجابر يَرَى أن الوصف لا يختلف عن الموصوف إطلاقًا، فهو كلاعب حُورب كما لم يحارب غيره. فخطف الأضواء من العمالقة ليس بشيء يستسيغه الجمهور، فما بالك بمن أضاف على الأضواء وهجًا مختلفًا بالإِنْجاز والأرقام وتميز الحضور على أرضيَّة الملعب وخارجه بحس النَّجم الذي يستطيع تطويع ما يملك ليبدّل مُجرَّد الإعجاب إلى إبهار وليحوّل المتابعين إلى مترقبين.
أتى الذئب لقيادة الزعيم فنيًا، وقبل أن تظهر أيّ بصمة له على الهلال بدأت ترتسم الابتسامة على شفاه محبيه. فهم يأملون من سامي الكثير ويثقون بذئبهم كثيرًا، فذلك الذئب اعتاد على الصعاب وشدة النزال ولو استطاع زرع ما كان يعمل به لاعبًا في نفوس لاعبيه الصغار عمرًا، الكبار موهبة لوجد مشجِّعو الهلال أنفسهم أمام فرقة من الذئاب. تلك الفرقة التي لا ترى أمامها (صعبًا)، ولا تستلذ إلا بما غلا ثمنه وزاد وزنه.
ولكن السُّؤال المطروح الملازم لألسنة الهلاليين هو: هل التعاقد مع سامي (فقط) يعد كافيًا لتحقيق مرادهم؟
يؤكِّد المراقبون على أن إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد قد خففت كثيرًا من الاحتقان الجماهيري الذي وصل لقمة اشتعاله بطرحها لبطاقة سامي الجابر في هذا الوقت بالذات، ولكن في حقيقة الأمر أن سامي مهما كان تأثيره فسيظلُّ محصورًا في الجانب الفني، الذي يتأثر بِشَكلٍّ مباشر بالجوانب الإدارية والماليَّة والإعلامية، التي يَرَى فيها الهلاليون قصورًا كبيرًا أضعف من وهج زعيمهم كثيرًا.
فإعلاميًّا (على سبيل المثال) لم توفق الإدارة في التعاطي مع العديد من المواقف التي تطلبت حزمًا مسبوقًا بمشورة، فأكثرت من التبرير الذي لا يزداد إلا بزيادة الأخطاء. بل واتجهت في أكثر من حالة إلى الاستخفاف بجماهيرها وعقلياتهم ومدى فهمهم لتبرير إخفاق أو لشرح معضلة، فهل يتوقعون من الجماهير أن تقول: فعلاً، لقد كنَّا سذجًا في طرحنا وبعد أن بيَّنتم لنا قصور فكرنا نعترف لكم بخطئنا؟! نهج جديد لم يعتده الهلاليون، فقد اعتادوا على أنهَّم الهمّ الأول، ورضاهم هو المطلب الأهم، وسعادتهم هي الهدف الأكبر. ولكنهم صدموا أكثر مما غضبوا من هذا الأسلوب الذي لا يقرونه وينشدون تغييره إما بإبعاد من أرسوا قواعده أو بتغيير جذري في النهج يلمسونه واقعًا في أقرب فرصة، بل في كلِّ فرصة. وهذا الطَّلب حقٌ أصيلٌ يسهل الحصول عليه بالابتعاد عن المكابرة فقط لا غير، فهل يتحقَّق مطلبهم؟ لنرى.
بقايا..
- تسليم ملف الأجانب بالكامل للجهاز الفني هو قمَّة الاحترافية، فالأدوات هي من تحكم نجاح الخطة من عدمها.
- إن صحت الأخبار التي تفيد بتجاوز صفقة يحيى الشهري لحاجز الخمسين مليونًا، فإننا موعودون بوسط رياضي أشد (فقرًا).
- نبارك للعميد عودته لساحة الذَّهب بوجوه شابة أعادت الاتحاد لمثلث الكبار مجدّدًا، ولكن هل تكفي انتفاضة الشباب لاستمرار الاتحاد؟ لا تنخدعوا، العمل لازال في بدايته.
- بدأ الصيف، وبدأ (المتمصدرون) بممارسة هوايتهم المعتادة.
- كم أتمنَّى أن تأخذ (أغلب) البرامج الرياضيَّة إجازة إلى بدء الموسم، ففي معمعة المنافسات كانوا نشازًا، فكيف سيصبحون بلا موادّ حقيقية؟ الله يستر.
خاتمة..
للذئب رواية لم تكتب بعد..
Twitter: @guss911