|
إعداد - د. محمد عبدالله الخازم:
يحتفل الحرس الوطني بصدور الأمر الملكي بتحويله من رئاسة الحرس الوطني إلى وزارة الحرس الوطني. وهو التحول الذي يراه خبراء القانون والإدارة أمراً إيجابياً في مسيرة الحرس الوطني من جهة وفي مسيرة التطور الإداري في المملكة بصفة عامة، حيث إن هذا التحول يخدم ثلاثة أهداف رئيسة كالتالي:-
الأول: تثبيت عضوية المسؤول الأول بالحرس الوطني وزيراً أصيلاً بمجلس الوزراء كبقية الوزراء الذين يمثلون وزاراتهم. يعتبر تمثيل الحرس الوطني بمجلس الوزراء أمراً حيوياً وإيجابياً نظراً لما يملكه من حجم وثقل في مختلف جوانب التنمية بالمملكة وبالذات الأمنية منها. وهذا التمثيل لم يكن غائباً بحكم تواجد خادم الحرمين بمجلس الوزراء إبان توليه رئاسة الحرس الوطني وبعد ذلك وجود سمو الأمير متعب بن عبدالله بمجلس الوزراء كوزير دولة عضواً لمجلس الوزراء. التغيير الجديد بتحويل الحرس إلى وزارة يعني تعزيز التمثيل المؤسسي الرسمي للحرس الوطني بمجلس الوزراء.
الثاني: الإيذان ببدء مرحلة تطويرية جديدة بالحرس الوطني، حيث إن تحويله إلى وزارة يقتضي إعادة هيكلته بالشكل المناسب لهذا التغيير. وقد صرح وزير الحرس الوطني سمو الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز بقرب حدوث ذلك وفق ما تقتضيه الانظمة والمصلحة العامة.
الثالث: التأكيد على مواصلة التطوير الإداري الحكومي المتمثل في إنشاء بعض الهيئات والوزارات الجديدة التي تخدم التنمية والتطور الإداري بالمملكة ومنها الحرس الوطني، الذي سيتم معاملته كوزارة في التعاملات الإدارية والمالية المختلفة.
هذا التحديث والتطوير الإداري لم تعلن تفاصيله بعد، لكن المتوقع أن يبدأ بإعادة رسم مهام الحرس الوطني، كوزارة وعلاقتها بمختلف الوزارات والقطاعات. حيث إن الحرس الوطني أخذ على عاتقه وخلال سنوات طويلة القيام بمهام تنموية تتجاوز الدور العسكري البحث، باعتباره مؤسسة تولت ضمن مهامها الكبرى تحديث البادية وتطوير الثقافة والحفاظ على الأصالة العربية وغير ذلك من المهام. هذه المهام التي قد لا يدركها البعض من خلال نظرهم للحاضر دون التمعن في المسيرة التطويرية التي سار عليها الحرس الوطني وأثر من خلالها على المجتمع بصفة عامة ومجتمع البادية بصفة خاصة وهو ما يتضح من خلال النبذة التاريخية أدناه. انظر مهام وواجبات الحرس الوطني المرفق.
التطور التاريخي للحرس الوطني
كانت اللبنة الأولى لإنشاء الحرس الوطني هي أمر المغفور له - بإذن الله- مؤسس هذا الكيان العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بإنشاء مكتب الجهاد والمجاهدين في عام 1368هـ. وكانت النقلة النوعية التالية بتطوير ذلك المكتب ليكون نواة الحرس الوطني في سائر أنحاء المملكة وذلك في العام 1374هـ.
وقد مرت مسيرة الحرس الوطني بتولي عدد من القيادات له فكان أوّل من تولّى رئاسة الحرس الوطني هو الأمير عبدالله بن فيصل الفرحان, وفي عام 1376هـ تولّى سموّ الأمير خالد بن سعود بن عبدالعزيز رئاسة الحرس الوطني، ثم تلاه سموّ الأمير سعد بن سعود بن عبدالعزيز, وقد استمرت تلك المرحلة حتى عام 1382هـ.
وفي عام 1382 هـ كانت بدياة الانطلاقة الكبرى لهذا الصرح الشامخ وتمثلت في تعيين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز (خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله) رئيساً للحرس الوطني. حيث بدأ تشكل الحرس الوطني كمؤسسة طموحة على المستوى العسكري والثقافي والصحي والتعليمي. حيث توالى بناء خطط التطوير العسكرية المبنية على مفهوم الأسلحة المشتركة وتطوير ألوية المشاة إلى كتائب عسكرية وكونت وحدات الإسناد المناسبة، وتم تطوير الشؤون الصحية بالحرس الوطني وأسس مهرجان التراث والثقافة وأسس التعليم الجامعي العسكري والصحي وغير ذلك من التطورات الهامة.
وفي عام 1387هـ صدر أمر ملكيّ كريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز نائبا لرئيس الحرس الوطني، ليصبح السند القوي لسمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في تحمّل أعباء التطوير والتحديث، والدّفع بالحرس الوطني في مسيرة العطاء..
ومع تزايد مهام الحرس الوطني، واتّساع تنظيمه، رأى صاحب السموّ الملكيّ رئيس الحرس الوطني تعيين نائب مساعد لرئيس الحرس الوطني، فصدر أمر ملكي كريم في عام 1395 هـ، بتعيين معالي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري نائباً مساعداً لرئيس الحرس الوطني.
واستجابة لتوسّع التنظيمات العسكريّة وتطوّرها، استحدث منصب نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية، وذلك في عام 1421هـ، حيث تم تعيين صاحب السمو الملكي الفريق الأوّل الرّكن - متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز على ذلك المنصب.
ثم أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز أمرين ملكيين، قضى الأول منهما بتعيين الفريق الأول الركن صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، نائباً لرئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية بمرتبة وزير. وقضى الأمر الملكي الثاني بإنهاء خدمات سموه العسكرية.
وبتاريخ 11-12-1431هـ صدر الأمر الملكي بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وزير دولة وعضواً في مجلس الوزراء ورئيساً للحرس الوطني. قبل أن يصدر الأمر الكريم مؤخراً بتحويل الحرس الوطني إلى وزارة وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله وزيراً لها.
التشكيلات الإدارية
تتكون منظومة الحرس الوطني من عدة تشكيلات إدارية ممثل في الهيئات التابعة له أو في الإدارات والوحدات المختلفة ولعل أبرز تلك الهيئات والإدارات مايلي:-
1 - هيئة شؤون الأفراد
2 - هيئة الإمداد والتموين
3 - هيئة العمليات
4 - هيئة الطيران
5 - هيئة الاستخبارات
6 - وكالة الشؤون الفنية
7 - دارة سلاح الإشارة
8 - الشؤون الصحية بالحرس الوطني
9 - الإرشاد والتوجيه
10 - العلاقات والمراسيم
11 - الإدارة العامة لشؤون المتقاعدين
12 - إدارة مطابع الحرس
13 - الدفاع الجوي بالحرس الوطني
14 - مدارس الحرس الوطني
15 - الإدارة العامة للأفواج
16 - مركز المعلومات
17 - الإدارة العامة للشؤون المالية