حين يطالب وزير خارجية البحرين - الشيخ - خالد آل خليفة وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، بوضع “ حزب الله اللبناني “ على لائحة الإرهاب؛ بناء على طلب من مملكة البحرين ،
- إضافة - إلى مناقشة الأمن الخليجي الموحد، والتهديدات الإيرانية المستمرة، - ولاسيما - موضوع شبكات التجسس فهي مطالبة إستراتيجية هامة لا يمكن تجاهلها من أجل محاصرة حزب الله إقليميا في المنطقة.
عانت المنطقة كثيرا - ولا تزال - من أيديولوجية حزب الله، وأنشطته الإرهابية، - خصوصا - عندما تورط عسكريا، وبشكل مباشر في أحداث الثورة السورية، وارتكابه المجازر بحق المدنيين الأبرياء بحسب مجريات الأحداث، والتي أكدت على العلاقة الوثيقة بين إيران، وحزب الله، والقائمة على تبني المذهب الجعفري الإثني عشري - منهجاً و نظاماً -، تلك العلاقة التي جرت على لبنان ويلات، زادت من نار الحرب المستعرة في أرض غير مستقرة في الأساس، فأبقت المنطقة في حالة من الضعف المستمر.
من البدايات، كان ارتباط حزب الله بالمشروع الإيراني واضحاً، فإيران هي الشريان لحزب الله، و لعب - أمينها - حسن نصر الله دور صلة الوصل بين إيران، وقواتها في لبنان، فكانت إيران الأم الرؤوم، والمرعى الخصيب، والمحضن الدافئ لحزب الله، فنمت تلك العلاقة بسرعة وثيقة، وتراكمت إيجابياتها منذ اللحظة الأولى، وذلك لأسباب عدة من أهمها: إيمان كل من إيران، وحزب الله بنظرية ولاية الفقيه، وأن الإمام الخميني هو القائد الولي الذي يترجمها في عصرنا الحديث ؛ مما أدى إلى الالتقاء في إطار القيادة العالمية الشرعية الواحدة، - إضافة - إلى العمل على تصدير الثورة الإيرانية إلى العالم الإسلامي؛ من أجل إقامة دول الهلال الشيعي، حسب ما يخططون، ويسعون له.
إن السيطرة على منافذ القوى، وتهيئة مواطئ قدم لإيران في تلك المنطقة،كان مطلبا مهما، فبدون لبنان ستبقى إيران معزولة عن تلك المنطقة، باعتبارها منطقة جوهرية، من الصعب تعويضها في مكان آخر؛ لأنها تمثل منفذاً على دول المشرق العربي بمجمله؛ للتأثير فيه، والتدخل في المنطقة متى تشاء؛ لتحقيق مصالحها، وأهدافها القومية، والدينية.
خلاصة القول: إن فقه المرحلة يقتضي إحياء الوعي في صفوف الأمة، وكشف زيف حزب الله الذي انخدع به خلق كثير، وذلك عن طريق متابعة، ورصد، وتحليل الدراسات، والتقارير، والتصريحات، والبحوث التي تتسرب من المراكز البحثية، والمؤسسات السياسية المبنية على الدليل الصحيح، ونشره في أوساط المهتمين، وتوسيع أبوابه ؛ مما يعصم الأمة من تلك المخططات الإجرامية.كما يجب علينا ألا نغفل عن الحقائق، ومنها : حقيقة المد الفارسي الشيعي في المنطقة، والذي بدأ من إيران إلى لبنان، مروراً بدولتي العراق، وسوريا الجريحة، كل ذلك عن طريق المتاجرة الوهمية باسم مجاهدة أمريكا، وإسرائيل - تارة -، - وتارة أخرى - باسم المقاومة الزائفة، والقضية الفلسطينية.
drsasq@gmail.comباحث في السياسة الشرعية