* قاتل الله الإرهابَ سبباً ومتسبباً ونتيجة، ما ظهرَ منها وما بطن، وقاتل الله كلَّ من فعله (تطوّعاً) بالنفس، أو دعْماً بالمال، أو دافع عنه، أو روّج له أو (دعَا) له أو إليه في السر أو العلن باللسان أو القلم. وهو شرُّ كله، أوله وأوسطه وآخره، وهو جريمة يسْودُّ لها وجْهُ فاعلهِا أو العَاملِ عليها تأييداً أو تستُّراً أو تبريراً!
* نازعتني نفسي ألماً وأنا استعرض بعضَ تداعيات هذا العصر (الأغبر)، المشوّه بالعنف العشوائي والمنظمُ و(قرينته) المخدرات التي تستهدفُ النشْءَ الشاب، ذكوراً وإناثاً، لترزأ بذلك الأمة في أعز ما تملك!
* ورغم أن الدولةَ حرسها الله وأعزَّها لم تدعْ وسيلة من وسائل ردع هذا (الطاعون) المزدوج، الإرهاب والمخدرات: فعلاً له وفاعلين، إلاّ اتبعتها، لكن هناك مَنْ يتمرّد على الحق والعدل والعقاب في كلا الحالين، بعضهم وا حسرتاه فئةٌ قليلة من أبناء هذا الوطن الغالي (المهجّنة) أفئدتَهم وعقولهُم بسموم الغدر والخيانة، يتعاونون على الإثم مع فئات كثيرة من شُذَّاذ الآفاق من خارج هذه البلاد تنكَّروا للدين والكرامة والشرف، وسلكوا دروباً مظلمة من الخطيئة لبلوغ غاياتهم المريضة!
* ولذا، لا أتردد في القول، إن آفة المخدرات، تهريباً وترويجاً و(تجارةً)، هي وجه آخر من وجوه الإرهاب الخبيث، وسكة تورد صاحبها إلى كثير من المهالك سفكاً للدماء و هتكاً للأعراض، وسلباً للأموال!
* إلا أنني في الوقت ذاته أزعم أن الإرهاب يظل في معظم أحواله فعْلَ (القلة) لا الكثرة من الناس في أكثر من مكان من العالم، لأن الفطرةَ الإنسانيةَ لدى الأغلبية الصامتة من البشر تنكر الإرهابَ وكل ما اقترن به من قول أو فعل، وتستنكر أن توصمَ به أو يُنسبَ إليها!
* وهناك سؤال يساورني عندما أقرأ أو أسمع شيئاً عن الإرهاب، ما السبب ومن المتسبّب في استشراء هذا الانحراف الخلقي، الذي يلوّث المجتمعاتِ بأدرانِه وخبائثه فأقول:
* مسئولٌ عن الإرهاب كلُّ من يتقاعس أو يتردّد في شن الحرب عليه حرباً جماعية تقطعُ دابرَه، وتردَعُ مدبّريه، وتحمي الأبرياء من ظلم يومه وغدر ليله الظالم المظلم!
* مسئولٌ عن الإرهاب كل من يفشل في صيانة الوجدان الشاب من زيف القول، ظاهره وباطنه ومتشابهه، فيغدو العقل والقلب مرتعاً لخفافيش الحقْدِ، وتكون النتيجةُ الإرهابَ بشقّيه المادي والمعنوي!
* مسئول عن الإرهاب كل من يغفل أو يتجاهل (المستنقعات) التي تتوالد فيها طفيليات الإرهاب، ثم تتسلّل عبر ثقوب النفوس المريضة لتفسد نوايا الخير، وتحولها إلى قنابل سلوكية موقوتة من الحقد والعدوان الذي يأتي على الأخضر واليابس، قتلاً وتخريباً وترميلاً وتيتيماً!
وحسبنا الله ونعم الوكيل!