سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد المالك..
السلام عليكم ورحمة الله..
قرأت مقال الكاتب محمد نور عطار بصفحة الرأي المنشور يوم 24-6-1434هـ بعنوان: (بين جريدة مكة والندوة).. ويقول فيه عن جريدة الندوة والندوة الجريدة ارتبطت باسم مؤسسيها صالح وأحمد جمال وهما علمان من أهل مكة.. الخ) انتهى.
والحقيقة المعروفة أن الأستاذ أحمد السباعي هو المؤسس لجريدة (الندوة) وصدر العدد الأول يوم الأربعاء 8-8-1377هـ.
وكانت الندوة في عهد السباعي تصدر وتحت اسمها البيت التالي:
وفيهم مقامات حسان وجوههم
وأندية ينتابها القول والفعل
والبيت لزهير بن أبي سلمى من قصيدة مدح بها سنان بن أبي الحارث والد هرم.. ومنها:
وإن جئتهم ألفيت حول بيوتهم
مجالس قد يشفى بأحلامها الجهل
هم خير حي من معد علمتهم
لهم نائل في قومهم ولهم فضل
سعى بعدهم قوم لكي يدركوهم
فلم يفعلوا ولم يليموا ولم يألوا
وإعجاب السباعي ببعض شعر زهير، يذكرني بما ذكرته كتب الأدب، أن سيدنا عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- ردد في يوم هذين البيتين في الحق من شعر زهير:
وإن الحق مقطعه ثلاث
يمين أو نفار أو جلاء
فذلكم مقاطع كل حق
ثلاث كلهن لكم شفاء
وأذكر أن الشعراء والأدباء والكتاب أشادوا بالسباعي وبندوته الوليدة وهذه أبيات من قصيدة الشاعر أحمد بن ابراهيم الغزاوي:
مؤرخ مكة ما أنت إلا
بقية أهلها روحاً ومعنى
لأنت اليوم تتلوها تباعاً
(صحائف) فنناً وفنا
تعود (الندوة) الغراء فيها
وتغري بالتنافس من تأنى
تجشمت المتاعب غير وانٍ
وقلت إلام: قد كنا وكنا؟!!
وفي تحيته يقول الأديب عبد القدوس الأنصاري صاحب مجلة المنهل: (تحية حارة إلى الجريدة الوليدة) (الندوة) وتحية حارة إلى مديرها الأستاذ الكبير أحمد السباعي.. إن اسم الندوة الذي اختاره المؤسس للجريدة اسم له صداه في تاريخنا العربي.. (الخ) أ..هـ.
ورحب الأديب عزيز ضياء بإصدار (الندوة) بقوله: (الأستاذ السباعي رجل استطاع أن يؤكد قدرته على أن يخطو خطوة حين أصدر (الندوة) فإن إصدار الصحف عملية مخاض عسير ولكن الأستاذ السباعي قد اجتاز مرحلة المخاض العسير بنجاح يغبط عليه.. الخ) ا.هـ.
وفي تحيته يقول الكاتب الأستاذ أحمد محمد جمال تحية طيبة للأستاذ السباعي أكرر له هذه التحية كلما قرأت له كتاباً جديداً أو مقالاً حديثاً من عديد كتبه وكثير مقالاته، التي ملأ ويملأ بها قلوبنا وأسماعنا.. الخ.
وأثناء رئاسة السباعي صدر له كتابان هما (يوميات مجنون) و (دعونا نمش) وقد أشار الغزاوي في قصيدته إلى كتاب (تاريخ مكة) للسباعي بهذا البيت:
مؤرخ مكة ما أنت إلا
بقية أهلها روحاً ومعنى
ثم انتقلت ملكية جريدة (الندوة) فيما بعد إلى الأستاذين صالح وأحمد جمال باتفاق بين الطرفين، وأصدر السباعي مجلة جديدة أطلق عليها اسم مجلة (قريش).
أحمد السباعي الذي كرمته الدولة بجائزتها التقديرية، لايليق بكاتب أمين، أن يتجاهل دوره الكبير وحقه التاريخي الثابت، في تأسيس الندوة وإصدارها.
فاضل أحمد الحارثي - مكة العزيزية