سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة... وفقه الله

اطلعت بسرور بالغ على عدد جريدة الجزيرة رقم (14826) وفيه ما خطه قلم معالي الدكتور منصور بن محمد النزهة - وفقه الله تعالى- على صفحة وجهات نظر بمقالة بعنوان (مجمع السنة النبوية بالمدينة المنورة) وفي ثنايا ذلك المقال طالب معاليه بإنشاء مجمع لطباعة السنة النبوية بالمدينة النبوية. ولا شك أن ذلك المقترح المبارك هو أمنية وتطلع كثير من المسلمين سواءً داخل المملكة أو خارجها أسوة بوجود مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، والذي يبذل جهوداً كبيرة لنشر كتاب الله وتفسيره بكل اللغات في أنحاء المعمورة..ويأتي ذلك لما للسنة النبوية من أهمية ومكانة في دين الإسلام. فمكانتها عظيمة ومنزلتها جليلة. لأن سنة النبي صلى الله عليه وسلم تأتي في المرتبة الثانية بعد القرآن الكريم، وذلك لأن أول أصول الدين هو كتاب الله جل وعلا الذي أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم بالهدى والبيان. والأصل الثاني هو سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وما بعدهما من أصول الأدلة راجع إليهما. فأساس أصول الأدلة في الإسلام هما هذان الأصلان العظيمان كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولهذا أوصى بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وسنتي). رواه الإمام مالك، وذلك لأن السنة النبوية وحي من الله جل وعلا أوحاه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم. كما قال تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} ومن هنا تتجلى لنا أهمية السنة النبوية وعلو قدرها ورفعة مكانتها.

ولا شك أن خير من يقوم بهذا العمل الجليل (إنشاء مجمع السنة النبوية) هو حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- ولا ضير فهذه البلاد المباركة هي مهبط الوحي ومهد الرسالة المحمدية وبلاد الحرمين الشريفين ولتكتمل بذلك منظومة خدماتها المباركة من عمارة وتوسعة الحرمين الشريفين وإنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وإنشاء ودعم المراكز الإسلامية في داخل المملكة وخارجها ولنا في معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد والمشرف العام على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف كبير الأمل- بعد الله تعالى- في تبني هذا المقترح المبارك ليكون واقعاً معاشاً وليكون أيضاً بإذن الله تعالى هو المشرف العام على (مجمع الملك عبدالله لطباعة السنة النبوية وعلومها).وذلك لما لمعاليه من جهود مباركة في الدعوة إلى الله تعالى وخدمة السنة النبوية والتي من أبرزها إشرافه على جمع الكتب الستة من صحاح أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب واحد.

أسأل الله تعالى أن يوفق الجميع للعلم النافع والعمل الصالح.